responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 2  صفحه : 792

الباب الثاني عشر: فيه موعظة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر

[1] أقول: من آمن باللّه فليتّق الله من الجدال و الخلاف، فإنّ الخصوماتِ تُفسد النيّة و تَمحق الدين.

فاعلم أنّه يجب على كلّ مكلّفٍ أنْ يسعى في تحصيل معرفة ما كلّف به: إمّا بطريق الاستدلال، و هو المسمّى بالاجتهاد. و امّا بطريق السؤال، و هو كما قال الله سبحانه فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لٰا تَعْلَمُونَ* [2].

و من لم يكن أهلًا للأوّل فليكن طالباً لتحصيل من هو أهل له. و إذا سمع مَن يدّعي الاجتهاد و هو جالس بملإٍ من الناس يستفتون منه فإنّه يصحّ له الأخذ و الاستفتاء منه بمجرّد مشاهدة هذه الحالة المذكورة. و إن كان من أهل العلم و التمييز، فلا بأس بالمباحثة اللطيفة المُطْلعة على حاله.

و لا يتوهّم أنّ المجتهد لمّا كان نائباً للإمام (عليه السلام)، فلا بدّ أنْ يكون ممّن له شرف و نسب و جاه قياساً على نائب سلاطين الدنيا؛ إذا القياس باطل، و هذا و هم فاسد لا أصل له في الشريعة؛ لأنّه لو اجتهد عبد قنّ، لا ينعتق و تجب عليه خدمة مولاه و إنْ كان حائكاً، و يجب على مولاه قبول قوله في المسائل الشرعيّة و إنْ كان سلطاناً، كما يجب على السلطان قبول شهادة من رأى الهلال و إنْ كان من أفقر الناس و أحقرهم، و كذا الحال في الراوي.

فظهر أنّ وجوب الاتّباع في أمرٍ شرعي لا يدلّ على شرف المتبوع على التابع مطلقاً، و لا على تقديمه عليه من كلّ جِهة.


[1] اقتباس من الآية 21 من الأحزاب (33).

[2] النحل (16): 43؛ الأنبياء (21): 7.

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 2  صفحه : 792
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست