هل يلحق اللاحق بالسابق و أي المنزلتين أفضل و فيه علم من يرى أن أحوال الآخرة على ميزان أحوال الدنيا سواء في جميع الأمور و فيه علم ما ينبغي أن يكون عليه صاحب جنة الأعمال و ما يكون عليه صاحب جنة الورث و ما يكون عليه صاحب جنة الاختصاص و فيه علم سبب اختصاص عالم الأمر بالأمر و عالم الإنسان بالنهي و الأمر و فيه علم ما نفى اللّٰه من أسمائه أن يشرك فيه فلم يشرك و فيه علم ما لا يدرك إلا بالحوالة و فيه علم الجزاء و محله أيضا و فيه علم صفة الطريق إلى الجنة و من يسلك و فيه علم من أرخى اللّٰه له في طوله في الدنيا هل يرخي له في الآخرة كذلك جزاء و فيه علم اختلاف أحوال الخلق في الاستدعاء إلى اللّٰه تعالى يوم القيامة للفصل و القضاء و فيه علم ما هو أعظم الأهوال عند اللّٰه و لم يأت به إلا الإنسان خاصة و ما أجرأه على ذلك و قد خلقه اللّٰه ضعيفا فقيرا إلى كل شيء و فيه انقلاب الولي عدوا لمن كان له وليا و انقلاب العدو وليا لمن كان له عدوا و فيه علم العلم الضروري و النظري و البديهي وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
«الباب السادس و الستون و ثلاثمائة في معرفة منزل وزراء المهدي الظاهر في آخر الزمان الذي بشر به رسول اللّٰه ص و هو من أهل البيت»
إن الإمام إلى الوزير فقير و عليهما فلك الوجود يدور و الملك إن لم تستقم أحواله بوجود هذين فسوف يبور إلا الإله الحق فهو منزه ما عنده فيما يريد وزير جل الإله الحق في ملكوته عن إن يراه الخلق و هو فقير
[أن لله خليفة يخرج و قد امتلأت الأرض جورا و ظلما]
اعلم أيدنا اللّٰه أن لله خليفة يخرج و قد امتلأت الأرض جورا و ظلما فيملؤها قسطا و عدلا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول اللّٰه ذلك اليوم حتى يلي هذا الخليفة من عترة رسول اللّٰه ص من ولد فاطمة يواطئ اسمه اسم رسول اللّٰه ص جده الحسن بن علي بن أبي طالب يبايع بين الركن و المقام يشبه رسول اللّٰه ص في خلقه بفتح الخاء و ينزل عنه في الخلق بضم الخاء لأنه لا يكون أحد مثل رسول اللّٰه ص في أخلاقه و اللّٰه يقول فيه وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ هو أجلي الجبهة أقنى الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية و يعدل في الرعية و يفصل في القضية يأتيه الرجل فيقول له يا مهدي أعطني و بين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله يخرج على فترة من الدين يزع اللّٰه به ما لا يزع بالقرآن يمسي جاهلا بخيلا جبانا و يصبح أعلم الناس أكرم الناس أشجع الناس يصلحه اللّٰه في ليلة يمشي النصر بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو أثر رسول اللّٰه ص لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل و يقوي الضعيف في الحق و يقري الضيف و يعين على نوائب الحق بفعل ما يقول و يقول ما يعلم و يعلم ما يشهد يفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحاق يشهد الملحمة العظمى مأدبة اللّٰه بمرج عكا يبيد الظلم و أهله يقيم الدين ينفخ الروح في الإسلام يعز الإسلام به بعد ذله و يحيا بعد موته يضع الجزية و يدعو إلى اللّٰه بالسيف فمن أبي قتل و من نازعه خذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول اللّٰه ص لحكم به يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه و سطوته و رغبة فيما لديه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود و كشف بتعريف إلهي له رجال إلهيون يقيمون دعوته و ينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة و يعينونه على ما قلده اللّٰه ينزل عليه عيسى ابن مريم بالمنارة البيضاء بشرقي دمشق بين مهرودتين متكئا على ملكين ملك عن يمينه و ملك عن يساره يقطر رأسه ماء مثل الجمان يتحدر كأنما خرج من ديماس و الناس في صلاة العصر فيتنحى له الإمام من مقامه فيتقدم فيصلي بالناس يؤم الناس بسنة محمد ص يكسر الصليب و يقتل الخنزير و يقبض اللّٰه المهدي إليه طاهرا مطهرا و في زمانه يقتل السفياني عند شجرة