و هي فاتحة الكتاب و السبع المثاني و القرآن العظيم و الكافية و البسملة آية منها و هي تتضمن الرب و العبد و لنا في تقسيمها قريض منه
للنيرين طلوع بالفؤاد فما في سورة الحمد يبدو ثالث لهما فالبدر محو و شمس الذات مشرقة لو لا الشروق لقد ألفيته عدما هذي النجوم بأفق الشرق طالعة و البدر للمغرب العقلي قد لزما فإن تبدي فلا نجم و لا قمر يلوح في الفلك العلوي مرتسما
[الكتاب من باب الإشارة]
فهي فاتحة الكتاب لأن الكتاب عبارة من باب الإشارة عن المبدع الأول فالكتاب يتضمن الفاتحة و غيرها لأنها منه و إنما صح لها اسم الفاتحة من حيث إنها أول ما افتتح بها كتاب الوجود و هي عبارة عن المثل المنزه في لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ بأن تكون الكاف عين الصفة فلما أوجد المثل الذي هو الفاتحة أوجد بعده الكتاب و جعله مفتاحا له فتأمل و هي أم القرآن لأن الأم محل الإيجاد و الموجود فيها هو القرآن و الموجد الفاعل في الأم فالأم هي الجامعة الكلية و هي أم الكتاب الذي عنده في قوله تعالى وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ فانظر عيسى و مريم عليهما السلام و فاعل الإيجاد يخرج لك عكس ما بدا لحسك فالأم عيسى و الابن الذي هو الكتاب العندي أو القرآن مريم عليهما السلام فافهم و كذلك الروح ازدوج مع النفس بواسطة العقل فصارت النفس محل الإيجاد حسا و الروح ما أتاها إلا من النفس فالنفس الأب فهذه النفس هو الكتاب المرقوم لنفوذ الخط فظهر في الابن ما خط القلم في الأم و هو القرآن الخارج على عالم الشهادة و الأم أيضا عبارة عن وجود المثل محل الأسرار فهو الرق المنشور الذي أودع فيه الكتاب المسطور المودعة فيه تلك الأسرار الإلهية فالكتاب هنا أعلى من الفاتحة إذ الفاتحة دليل الكتاب و مدلولها و شرف الدليل بحسب ما يدل عليه أ رأيت لو كان مفتاحا لضد الكتاب المعلوم أن لو فرض له ضد حقر الدليل لحقارة المدلول و لهذا
أشار النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أن لا يسافر بالمصحف إلى أرض العدو لدلالة تلك الحروف على كلام اللّٰه تعالى إذ قد سماها الحق كلام اللّٰه و الحروف الذي فيه أمثالها و أمثال الكلمات إذا لم يقصد بها الدلالة على كلام اللّٰه يسافر بها إلى أرض العدو و يدخل بها مواضع النجاسات و أشباهها و الكشف
[حضرتا الجمع و الأفراد في الفاتحة]
و هي السبع المثاني و القرآن العظيم : الصفات ظهرت في الوجود في واحد و واحد فحضرة تفرد و حضرة تجمع فمن البسملة إلى الدين إفراد و كذلك من اِهْدِنَا إلى اَلضّٰالِّينَ و قوله إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ تشمل
قال اللّٰه تعالى قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل فلك السؤال و منه العطاء كما إن له السؤال بالأمر و النهي و لك الامتثال
يقول العبد اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ يقول اللّٰه حمدني عبدي يقول العبد اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ يقول اللّٰه أثنى على عبدي يقول العبد ملك (مٰالِكِ)يَوْمِ الدِّينِ يقول اللّٰه مجدني عبدي و مرة قال فوض إلى عبدي هذا إفراد إلهي و
في رواية يقول العبد بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ يقول اللّٰه ذكرني عبدي ثم قال يقول العبد إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ يقول اللّٰه هذه بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل فما هي العطاء و إياك في الموضعين ملحق بالإفراد الإلهي يقول العبد اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ فهؤلاء لعبدي هذا هو الإفراد العبدي المألوه و لعبدي ما سأل سأل مألوه ما إلها فلم تبق إلا حضرتان فصح المثاني فظهرت في الحق وجودا و في العبد الكلي إيجادا فوصف نفسه بها و لا موجود سواه في العماء ثم وصف بها عبده حين استخلفه و لذلك خروا له ساجدين لتمكن الصورة و وقع الفرق من موضع القدمين إلى يوم القيامة و القرآن العظيم الجمع و الوجود و هو إفراده عنك و جمعك به و ليس سوى قوله إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ و حسب وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
(واقعة) [الحمد لله من طريق الأسرار]
أرسل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عثمان رضي اللّٰه عنه إلي آمرا بالكلام في المنام بعد ما وقعت شفاعتي على جماعتي و نجا الكل من أسر الهلاك و قرب المنبر الأسنى و صعدت عليه عن الأذن العالي المحمدي الأسمى بالاقتصار على لفظة الحمد لله خاصة و نزل التأييد و رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عن يمين المنبر قاعد فقال العبد بعد ما أنشد و حمد و أثنى و بسمل حقيقة الحمد هي العبد المقدس المنزه لله إشارة إلى الذات الأزلية و هو مقام انفصال