الدرهم،
لا وزنه {23}. و حدّه: «سعة أخمص الراحة» و لما حده بعضهم بسعة عقد
الإبهام من الید، و آخر بعقد الوسطی، و آخر بعقد السبابة {24} فالأحوط
الاقتصار علی الأقل، و هو الأخیر. _____________________________ باعتبار الثانی مشکل، فالمرجع أصالة البراءة عن المانعیة. {23}
لأنّه المقطوع به فی کلام الأصحاب. و الذی یقتضیه الأصل عند التردد، و
أنّها القدر المتعیّن. فإنّ ما کان وزنه درهما یبلغ سعته أضعاف ذلک قطعا،
کذا فی المستند. {24} لم یرد فیما عندنا من الأخبار تحدید للدرهم بوجه
إلا ما فی الفقه الرضوی من تحدیده بالوافی [1]، و عن بعض- کما فی المستند-
اتفاق الأصحاب علیه. و عن المحقق فی المعتبر، و الشهید فی الذکری: أنّ
الوافی هو البغلیّ، و عن الحلّی فی السرائر دعوی: مشاهدة الدرهم البغلی و
یقرب سعته الراحة، و عن العمانی: أنّ سعته سعة الدینار، و عن الإسکافی: أنّ
سعته العقد الأعلی من الإبهام، و عن بعضهم: من السبابة و الوسطی. و
الکل لا یصلح للحجیة، کما لا یخفی. مع أنّ أخمص الراحة من الأمور
التشکیکیة، مضافا إلی کثرة الاختلاف فی سعة الدراهم فی عصر واحد، فکیف
بأعصار مختلفة، فراجع الکتب الموضوعة فی هذا الموضوع [2]، ثمَّ راجع
الدراهم الموجودة فعلا فی المتاحف. تجد بأنّ ما ذکرها فی المقام من الإحالة
علی المجهول، و مما لا یمکن إقامة الدلیل علیه بوجه، مع أنّه لم یعرف
القائل بالأخیرین. و فی الریاض: تشهد القرائن بفساد التحدید بعقد الوسطی
قطعا، فاللازم هو الرجوع إلی دلیل آخر و مقتضی العمومات لأنّه بناء علی أنّ
العفو إنّما هو بالنسبة إلی الأقل من الدرهم لا بد و أن تکون الأقلیة عن
مطلقه، دون بعض [1] مستدرک الوسائل باب: 15 من أبواب النجاسات حدیث: 1. [2] راجع تاریخ التمدن الإسلامی لجورج زیدان ج: 1 من صفحة: 140 إلی صفحة: 146، و شذور العقود للمقریزی و حیاة الحیوان- مادة: بغل.