إدريس و فخر المحقّقين، و على كلّ حال لا يبعد استثنائه بعد ورود الحديث
الصحيح به، و هو ما رواه أبو بصير قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن كسب
المغنيات، فقال: «التي يدخل عليها الرجال حرام و التي تدعى إلى الأعراس ليس به بأس
...» [1].
و يؤيّد حديثه الآخر (2/ 15) و الثالث (3/ 15)، و الظاهر أنّ الجميع واحد و إن
رويت بأسناد مختلفة.
نعم، صرّح بعضهم بعدم كون اشتماله على محرّم آخر كاللعب بآلات اللهو، أو
التكلّم بالباطل، أو ورود الرجال عليهنّ كما هو صريح الرواية.
و لا يخفى أنّ هذه و ان كانت امورا خارجة عنها، و لكن حيث أنّ التجويز في أصله
قد يتوهّم منه جواز ما قارنه كثيرا في الخارج كان من اللازم نفيه.
و بالجملة إباحة اجرة المغنية التي تدعى إلى الأعراس دليل على جواز فعلها و
استماع النساء منها بما مرّ من الشرائط.
نعم، قد يقال بانحصاره في المغنية، فلا يشمل المغني، و لا يشمل مثل مجالس
الختان و غيره، هذا و الإنصاف دخولها في صحيحة علي بن جعفر (5/ 15) من استثنائه في
الأفراح، و هو من مصاديقه، فهذا استثناء ثان في الحكم، و هو أيضا غير بعيد مع
الشرائط السابقة، و سيأتي الكلام فيه.
ثانيها: ما عرفت من أيّام العيد و الأفراح
و إن لم يتعرّض له كثير منهم، و لكن بعد وجود الدليل المعتبر عليه و عدم ظهور
إعراض عنه، لا مانع من العمل به، و هو صحيحة علي بن جعفر و قد مرّت.
و لكن لا بدّ من خلوّه من المقارنات المحرّمة من التكلّم بالأباطيل و دخول
الرجال على النساء كما اشير في ذيلها.
و لعلّ المراد بالفرح ليس كلّ فرح حتّى يستوعب التخصيص كما أشرنا إليه فيما
سبق،
[1]. وسائل الشيعة، ج 12، ص 84، الباب
15، من أبواب ما يكتسب به، ح 1.