إِلَى الْحَلَّاقِ، فَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَتَنَاوَلَ يَدَهُ لِيُقَبِّلَهَا فَمَنَعَهُ، ثُمَّ قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ، وَ كَانَ مُتَبَاعِداً مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ حَتَّى كَادَ يُقْعِدُهُ فِي حَجْرِهِ بَعْدَ مَنْعِهِ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِي أَبِي وَ قَالُوا وَ الْقَوْلُ وَ اللَّهِ قَوْلُكَ قَالَ وَ أَيُّ شَيْءٍ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ كَذَّابٌ، وَ لَا تَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَّا قَبِلْتُهُ، فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي أَبِي وَ اللَّهِ إِنَّ مَهْرَ أُمِّي كَانَ مِمَّا بَعَثَ بِهِ الْمُخْتَارُ أَ وَ لَمْ يَبْنِ دُورَنَا وَ قَتَلَ قَاتِلَنَا[1] وَ طَلَبَ بِدِمَائِنَا فَرَحِمَهُ اللَّهُ، وَ أَخْبَرَنِي وَ اللَّهِ أَبِي أَنَّهُ كَانَ لَيَمُرُّ[2] عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ يُمَهِّدُهَا الْفِرَاشَ وَ يُثْنِي لَهَا الْوَسَائِدَ وَ مِنْهَا أَصَابَ الْحَدِيثَ، رَحِمَ اللَّهُ أَبَاكَ رَحِمَ اللَّهُ أَبَاكَ مَا تَرَكَ لَنَا حَقّاً عِنْدَ أَحَدٍ إِلَّا طَلَبَهُ قَتَلَ قَتَلَتَنَا وَ طَلَبَ بِدِمَائِنَا.
200 جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي الْعُبَيْدِيُ[3]، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ كَتَبَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (ع) وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِهَدَايَا مِنَ الْعِرَاقِ، فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَى بَابِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ دَخَلَ الْآذِنُ يَسْتَأْذِنُ لَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُهُ فَقَالَ أَمِيطُوا[4] عَنْ بَابِي فَإِنِّي لَا أَقْبَلُ هَدَايَا الْكَذَّابِينَ وَ لَا أَقْرَأُ كُتُبَهُمْ، فَمَحَوُا الْعُنْوَانَ وَ كَتَبُوا الْمَهْدِيَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَ اللَّهِ لَقَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ
[1]- قاتلينا- خ.
[2]- ليقيم،. ليسمر.
[3]- العنبرى- خ.
[4]- ابتعدوا و تنحوا.