وفي جملة من الروايات: الناصب لنا اهل البيت شر من اليهود والنصارى وأهون من الكلب، وانه تعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وان الناصب لنا اهل البيت لانجس منه [1]. ومن البديهي ان جواز غيبتهم أهون من الامور المذكورة، بل قد عرفت جواز الوقيعة في اهل البدع والضلال، والوقيعة هي الغيبة. نعم قد ثبت حكم الاسلام على بعضهم في بعض الاحكام فقط تسهيلا للامر وحقنا للدماء. 2 - ان المخالفين بأجمعهم متجاهرون بالفسق، لبطلان عملهم رأسا كما في الروايات المتظافرة [2]، بل التزموا بما هو اعظم من الفسق كما عرفت، وسيجئ ان المتجاهر بالفسق تجوز غيبته. 3 - ان المستفاد من الاية والروايات هو تحريم غيبة الاخ المؤمن، ومن البديهي انه لا اخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين، وهذا هو المراد ايضا من مطلقات اخبار الغيبة، لا من جهة حمل المطلق على المقيد لعدم التنافي بينهما، بل لاجل مناسبة الحكم والموضوع. على أن الظاهر من الاخبار الواردة في تفسير الغيبة هو اختصاص حرمتها بالمؤمن فقط، وسيأتي، فتكون هذه الروايات مقيدة للمطلقات، فافهم. وقد حكي عن المحقق الاردبيلي تحريم غيبة المخالفين، ولكنه لم يأت بشئ تركن إليه النفس. [1] الكافي 6: 503، عنه الوسائل 1: 219. [2] راجع الوسائل: 1، باب 29 بطلان العبادة بدون ولاية الائمة (عليهم السلام) من مقدمات العبادة: 11 [8] 125.