نام کتاب : كتاب المكاسب (للشيخ الأنصاري) ط تراث الشيخ الأعظم نویسنده : الشيخ مرتضى الأنصاري جلد : 1 صفحه : 363
للغائب بما يناسب تلك الغيبة، فإن كان عيباً دنيوياً انتصر له بأنّ العيب ليس إلّا ما عاب اللّه به من المعاصي التي من أكبرها ذكرك أخاك بما لم يعبه اللّه به، و إن كان عيباً دينياً وجّهه بمحامل تخرجه عن المعصية، فإن لم يقبل التوجيه انتصر له بأنّ المؤمن قد يبتلي بالمعصية، فينبغي أن تستغفر له و تهتمّ له، لا أن تعيّر عليه، و أنّ تعييرك إيّاه لعلّه أعظم عند اللّه من معصيته، و نحو ذلك.
ثم إنّه قد يتضاعف عقاب المغتاب إذا كان ممّن يمدح المغتاب في حضوره، و هذا و إن كان في نفسه مباحاً إلّا أنّه إذا انضمّ مع ذمّه في غيبته سُمّي صاحبه «ذو اللسانين» [1] و تأكّد حرمته؛ و لذا ورد في المستفيضة: «أنّه يجيء ذو اللسانين يوم القيامة و له لسانان من النار» [2]؛ فإنّ لسان المدح في الحضور و إن لم يكن لساناً من نار، إلّا أنّه إذا انضمّ إلى لسان الذمّ في الغياب صار كذلك.
و عن المجالس بسنده عن حفص بن غياث، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «من مدح أخاه المؤمن في وجهه و اغتابه من ورائه فقد انقطعت العصمة بينهما» [3].