أن يحيي القوم
الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم الله مائة عام فأوحى الله اليه
أن صب الماء عليهم في مضاجعهم ، فصب عليهم الماء في هذا اليوم فعاشوا وهم ثلاثون
ألفا ، فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها إلا الراسخون في
العلم ، وهو أول يوم من سنة الفرس قال المعلى وأملى علي من ذلك وكتبته من إملائه.
» ولا ريب في الاكتفاء بذلك مع ذكر جماعة من الأساطين منهم الشيخ ويحيي ابن سعيد
والعلامة والشهيد وغيرهم على ما حكي عنهم ووقوع الأمور العظيمة فيه ما سمعته بعض
منها ومتوقع فيه الفرج والبركة وغير ذلك من الشرف الذي لا ينكر في إثبات مثل هذا
المستحب ، ولا وجه للمناقشة بعد ذلك في السند أو غيره ، كما لا وجه للمعارضة بماعن
المناقب [١] أنه قال : « حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام إلى الجلوس
للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل اليه ، فقال : إني قد فتشت الأخبار عن جدي رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم أجد لهذا العيد خبرا ، وانه سنة الفرس ومحاها الإسلام ، ومعاذ الله إن
يحيي ما محاه الإسلام فقال المنصور : انما نفعل هذا سياسة للجند ، فسألتك بالله
العظيم إلا جلست فجلس » الحديث. إذ هو مع قصوره عن ذلك محتمل للتقية كما عن بعضهم
، أو يحمل على أن النيروز المذكور فيه غير اليوم المعظم شرعا لوقوع الاختلاف في
تعيينه على أقوال ، فقيل إنه اليوم العاشر من أيار كما عن بعض المحاسبين وعلماء
الهيئة. وقيل إنه تاسع شباط كما عن صاحب كتاب الأنوار ، وقيل إنه يوم نزول الشمس
في أول الجدي ، وعن المهذب أنه المشهور بين فقهاء العجم بخلاف أول الحمل ، فإنهم
لا يعرفونه بل ينكرون على من اعتقده ، وقيل إنه السابع عشر من كانون الأول بعد
نزول الشمس في الجدي بيومين ، وهو صوم اليهود ، وقيل هو
[١] المناقب لابن
شهرآشوب المجلد ٥ ـ ص ٧٤ من طبعة بمبئى.