(ن خ الى) و الارض. و من صبر على الطاعة كتب اللّه له ستمائة درجة، ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الارض الى العرش. و من صبر عن المعصية كتب اللّه له تسعمائة درجة ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين تخوم الارض الى منتهى العرش [1] .
و قد ذكر علماء الاخلاق للصبر مراتب:
مراتب الصبر و أنواعه
«الاولى» الصبر عن الركون الى ما يوافق الهوى من الصحة و السلامة و المال و الجاه و كثرة العشيرة و اتساع الاسباب و سائر ملاذ الدنيا. و ما احوج العبد الى الصبر عن هذه الامور، و ضبط نفسه عن الركون اليها، و الانهماك فيها، المؤدي الى الطغيان.
«الثانية» الصبر على الطاعة: و هو شديد، لان النفس بطبعها تنفر من العبودية، و تشتهي الربوبية. و لذلك قيل ما من نفس الا و هي مضمرة ما اظهره فرعون، و لكن فرعون وجد مجالا فأظهره. و ما من أحد الا و يدعي ذلك مع عبيده و خدمه و أتباعه، و ان كان ممتنعا من اظهاره،
[1] اصول الكافي 2/91 حديث 15 بلفظه. و جاء في اولها الصبر ثلاثة: صبر عند المعصية، و صبر على الطاعة، و صبر عن المعصية.