فعليك بنيّ بها بملاحظة حضور الرب و اطلاعه عليك في كل حالاتك و حركاتك و افعالك و اقوالك و أنفاسك و خطراتك و خطواتك و لحظاتك، فآثر ما آثره اللّه سبحانه، و اختر ما اختاره اللّه تعالى. و قد حكي ان لقمان قال لابنه:
يا بنيّ، اذا راقبت اللّه تعالى لم تقدم على معصية ابدا، لانه بمجرد التفاتك الى انه يراك و يطلع عليك يمنعك الحياء من مخالفته [1] .
و منها:
التفكر
فأوصيك بنيّ به، فانه من أعظم اسباب تنبه النفس
ق-كافر، و على العاقل ما لم يكن مغلوبا ان تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، و ساعة يحاسب نفسه، و ساعة يتفكر فيها صنع اللّه اليه، و ساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، و استجمام للقلب و تفريغ لها.
[1] و لذا روي: ان تفكر ساعة خير من عبادة سنة «إِنَّمََا يَتَذَكَّرُ أُولُوا اَلْأَلْبََابِ» * مستدرك الوسائل 2/281 باب 5 استحباب التفكر حديث 2.