حب الجاه و الجلالة الملازم للمرجعية في الغالب، و المفني للاجر، و المورد للهلكة.
فعليك-بنيّ-بحفظ نفسك من ذلك و مراقبتها في كل آن، فان النفس أمارة بالسوء الا ما رحم الرب و عصم [1] ، وفقك اللّه تعالى بنيّ و اياي لاصلاح النفس و تبعيد الهوى عنها انه لطيف بعباده، قادر على انفاذ مراده.
خامسها التزوير:
التزوير هو مخالفة الباطن للظاهر. باظهار الزهد و القناعة في الظاهر دون الباطن، فان ذلك مما شاع في اعصارنا الى ان صار مما نوبخ به، فاياك بنيّ و اياه، فانه شرك خفي بالله العظيم، بل جلي، و كأن مرتكبه يعبد الناس دون اللّه تعالى، و يراقبهم دونه، على ان البواطن لا تخفى، فظهورها يوجب سقوط المزور عن اعين الناس،
[1] سورة يوسف 53 قوله عز من قائل «وَ مََا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ اَلنَّفْسَ لَأَمََّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاََّ مََا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ» .