قصدوا الى مساحة ارض التوبة، امر اللّه فطويت بعد ما كانت ابعد من تلك الارض.
انظر-بنيّ-الى لطف الباري جل شأنه و رأفته بعبده، كيف يسامح معه في قبول توبته؟فباب التوبة بنيّ واسعة، و دائرتها متسعة و ان الرؤوف الرحيم يحب التائب [1] . و قد ورد انه تعالى اشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل وجد راحلته الضالة منه في ليلة ظلماء [2] .
المبادرة الى التوبة
فعليك-بنيّ-بالتوبة و الاصرار عليها، و المبادرة اليها قبل ان يخرج الامر من يدك، و تؤاخذ بسيء عملك.
و اياك و المساهلة في امرها، فان في التأخير آفات،
[1] وسائل الشيعة 2/472 باب 86 حديث 13[ط ج 11/359]الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: مثل المؤمن عند اللّه تعالى كمثل ملك مقرّب، و ان المؤمن عند اللّه لأعظم من ذلك، و ليس شيء أحب الى اللّه تعالى من مؤمن تائب، و مؤمنة تائبة.
[2] جامع السعادات 2/76 قال: و أوحى اللّه تعالى الى سمعت ابا جعفر عليه السّلام يقول: ان اللّه اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته و زاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله اشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها.