الحياة القويمة، فيما يرجع للنشأتين الدنيوية و الاخروية، و يرشد المطالع على كيفية ربط صلته بخالقه و مجتمعه، و لا يترك شاردة و لا واردة مما تضمن حقوقه من المجتمع، و يتكفل للمجتمع حفظ حقوقه منه، و ما يضمن سعادته و سعادة المجتمع الا و قد رسمه و ذكره. كل ذلك على ضوء تعاليم أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السّلام، المستمدة من الوحي الالهي عز اسمه. فأعدت طبعه-مستعينا بالله -على هذه الصورة الجميلة التي بين يدي القارىء الكريم.
و رأيت حرصا على مزيد الفائدة تخريج الاحاديث المذكورة، و ذكر نصوص الاحاديث المنقولة بمعانيها، و ذكر الاحاديث بكاملها ان كان المذكور بعضها. كل ذلك لاتمام الفائدة، و لان في كلامهم (عليهم السّلام) حلاوة و تأثيرا في النفوس ليسا في غيره، و لا غرو فان كلامهم فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق-جل شأنه...
و لما كان المرتوي من منهل هذا التأليف من مختلف مجتمعنا، و منهم ذوو الفضيلة و أعلام الامة: رأيت ان اعلق على بعض الفروع الفقهية بذكر الاقوال فيها مع ادلتها اجمالا، و بيان الرأي المختار لدي، مع الاشارة الى الدليل، كل ذلك على طريق الاشارة و التنبيه، لكي تتم الفائدة للمراجع، و لا يخرج الكتاب عن موضوعه. و اللّه سبحانه ولي التوفيق و القبول.
و اليوم أقدم الكتاب الاول-مرآة الرشاد- و سأفي بتقديم الثاني-باذن اللّه-فيما بعد.