الأسواق و محلات التكسب و التجارة، فكان يوما مشهودا مجموعا له الناس لم ير مثله [1] و اقيم على روحه الطاهرة الفواتح و التأبينات في كل الأماكن و البلاد و رثاء الراثون بأشعارهم و قصائدهم باللغتين العربية و الفارسية.
و بعد تجهيزه و اقامة الصلاة عليه من قبل ولده الأكبر العالم الحجة السيد عبد اللّه (مجتهدزاده) دفنوا جثمانه الطاهر في المقبرة الخاصة به التي أسّسها و أعدّها هو (قدّس سرّه) لنفسه في حياته و هي واقعة بجنب دار العلم في الأهواز و سرعان ما صارت البقعة مزارا لكل وارد و شارد و ملجأ لقضاء الحاجات و كشف الكربات و اجابة الدعوات. و بجنبه ولداه العالمان الفاضلان السيد جعفر الذي توفى قبل والده العلامة بسنة. و السيد عبد اللّه. المشار إليه آنفا الذي لحق بأبيه و أخيه بعد سنين.
فرحمة اللّه عليه و عليهم رحمة واسعة و حشرهم اللّه مع أجدادهم الطاهرين و رزقنا اللّه شفاعة الاستاذ المحقق البهبهاني كما متّعنا بعلمه. إنّه قريب مجيب. و الحمد للّه رب العالمين [2].
المؤلف السيد علي الشفيعي
[1] شاهدت بلدة أهواز ثلاث مشاهد في ثلاث حوادث لم يكن لها الى الآن نظير و مثيل:
1- يوم وفاة المرحوم الآية الحجة و المرجع العظيم في عصره و مؤسس الحوزة العلمية بأهواز- المرحوم الشيخ ميرزا جعفر الأنصاري الدزفولي- المتوفى في 28 ذي القعدة الحرام 1370 ه (من أسباط الشيخ الأعظم الأنصاري الكبير) (قدّس سرّه).
2- يوم وفاة السيد العالم الجليل و العلامة الحجة والد مؤلف هذا الكتاب. المرحوم السيد محمد رضا الشفيعي المتوفى 1384 ه و المدفون في جوار المرقد المنسوب إلى علي بن مهزيار الأهوازي (قدّس سرّه).
3- يوم وفاة استاذنا المحقق آية اللّه البهبهاني (قدّس سرّه) كما اشير الى ذلك في متن الترجمة و كان هذا أعظم الثلاثة.
[2] و قد صنفت و كتبت عدة من المؤلفات في ترجمة الاستاذ (قدّس سرّه) و نشرت في عديد من الصحف و المنشورات و في مقدمة بعض تأليفات هذا العلّامة الكبير. و لكاتب هذه السطور رسالة في هذا المجال (باللغة الفارسية) اقتصرت فيها على نكات بديعة و حقايق ناصعة عما شاهدته بعيني من سماحته أو ما نقله لي واسطة واحدة من الثقات (لا أكثر) نرجوا من اللّه التوفيق لنشرها.