الزمان فلم يحرز حصول الانفتاح بعد هذا العصر و قد صرح السيد المرتضى في عدة مواضع من كتابه (الذريعة) انّ المراد بالعلم هو سكون النفس و الاطمينان الذي هو العلم العادي لا التحقيقي.
و على هذا فمع هذا الاهتمام الذي كان للأئمة (عليهم السلام) في تهذيب الأحاديث حتى انّه قد تمهّدت و حصلت 400 أصلا في زمن الصادقين (عليهما السلام) و قد طرحت و طردت الأخبار الضعاف منها و كان العمل على الأصول الأربعمائة و قد تداولوها يدا بيد و أصدروا الاجازة لقراءتها و روايتها و وجادتها كل ذلك يدل دلالة قاطعة على حفظ هذه الروايات و لم يحصل فيها دسّ أو غشّ أو غير ذلك. و لو كان عبر التاريخ شيء يوجب محو الأخبار و دسّها لوصل الينا و نقل لنا.
فإذا كان العلم بها مفتوحا و لم يعرضها صدمة أو خلل فيما بعد. فإلى الحال أيضا كذلك.
انظر الى كلام القدماء من الأصحاب في ذلك العصر كالسيد المرتضى (قدّس سرّه) مثلا أو غيره فإذا قرأته و تلوته في عصرك و زمانك هذا فلا تشك انّه هو ذلك الكلام بعينه مع انّه لم يهتم بكلامه في حفظه و ضبطه كالاهتمام الذي بذلوه في حفظ الروايات و ضبطها و في ألفاظها و حالاتها فالروايات و كلماتها و عباراتها في عصرنا هذا هي بعينها تلك الألفاظ و العبارات الثابتة في ذلك الزمان بعينها و لو كان هناك ترديد في شيء من ارتباط الكلمات بعضها ببعض فلا ينافى ما ذكرناه.
و لهذا كله فلا مجال للتخلف عن الروايات من دون عذر بوجه من الوجوه فانفتاح باب العلم بالروايات- بالمعنى الذي أفاده السيد المرتضى (قدّس سرّه) باق و موجود بحاله و لم يحصل بسبب طول المدة ما يوجب انسداد باب العلم. فلا وقع لتوهم انّ في زمان العلامة حصل حادثة أو كارثة سلبت اعتبار الأحاديث و كلمات المعصومين (سلام اللّه عليهم أجمعين).