والشيعة كانوا إزاء ذلك كله كالجبل الأشم لا يحفل بالعواصف، والبحر الخضم لا يابه بلفحات الهجير، هذا والعصر ظلم وظلمات، والحياة مهددة بالممات. أما اليوم فنور وحرية يأبيان ذلك كل الإباء، وما على الأمامية لو جابهت النواصب بحقيقتها الناصعة، فأثبتتها بحججها القاطعة، ولعل النواصب يضطروننا إلى هذا فيثيروا بذلك عواناً من المعارك الفكرية، التي لا تحمد عقباها لكن:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً * فما حيلة المضطر إلا ركوبها
(على الله توكلنا واليه أنبنا وإليه المصير) ، (ربنا افتح بيننا وبين قومنا لالحق وانت خير الفاتحين) .
وقد أعذر من أنذر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.