الأقدام بالقرافة قال و لم يزل المصريون ممن أصابته مصيبة أو لحقته فاقة أو جائحة يمضون إلى أحدها فيدعون اللّه تعالى فيستجيب لهم قال و قد جرب ذلك و قد عد من المواضع التي يجاب بها الدعاء جامع ابن طولون كما ذكره عند الكلام عليه و عبارته جامع ابن طولون موضعه يعرف بجبل يشكر قال ابن عبد الظاهر و هو مكان مشهور باجابة الدعاء. و قيل إن موسى (عليه السلام) ناجى ربه عليه بكلمات قال و يقال إن أوّل من بنى على قبر السيدة نفيسة عبيد اللّه بن السري بن الحكم أمير مصر. قال مكتوب في اللوح الرخام الذي على باب ضريحها و هو الذي كان مصفحا بالحديد بعد البسملة ما نصه نصر من اللّه و فتح قريب لعبد اللّه و وليه معد ابن أبي تميم الإمام المنتصر باللّه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و على آبائه الطاهرين و أبنائه المكرمين أمر بعمارة هذا الباب السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الأنام كافل قضاة المسلمين و هادي دعاة المؤمنين، عضد اللّه به الدين و أمتع بطول بقائه المؤمنين و أدام قدرته و أعلى كلمته و شد عضده بولده الأجل الأفضل سيف الأنام جلال الإسلام شرف الأنام ناصر الدين خليل أمير المؤمنين زاد اللّه في علائه و أمتع أمير المؤمنين بطول بقائه في شهر ربيع الآخر سنة اثنتي و ثمانين و أربعمائة و القبة التي على الضريح جددها الخليفة الحافظ لدين اللّه في سنة اثنتين و ثلاثين و خمسمائة و أمر بعمل الرخام الذي بالمحراب كذا في الخطط، و توفي السريّ ابن الحكم سنة أربع و مائتين و هي السنة التي مات فيها الشافعي (رضي الله عنه) و كان الخليفة إذ ذاك المأمون.