بعد أن ذكرنا بيان الاختلاف بين الطبريّ الإماميّ و العامّي بقي شيء و هو، هل مؤلّف صاحب المسترشد و صاحب الدلائل رجل واحد أم هما رجلان مختلفان؟!
فأقول: لم يرد ذكر لهذا الموضوع في كتب الرجاليّين المتقدّمين، و إذا ذكر كتاب «الدلائل» فإنّما يقترن مع كتاب «المسترشد» فينسبان إلى مصنّف واحد و هو:
محمّد بن جرير بن رستم الطبريّ الإماميّ الكبير [1].
هذا و قد استطاع بعض من علمائنا المتأخّرين كالشيخ عبد اللّه المامقانيّ المتوفّى سنة 1351 ه أن يميّز بين صاحب كتاب «المسترشد» و صاحب كتاب «الدلائل»، و استدلّ على تحديد عصريهما و طبقتيهما من خلال عدّة قرائن استقاها من نقول السيّد هاشم البحراني عن كتاب دلائل الإمامة في كتابه «مدينة المعاجز».
و قال الشيخ المامقانيّ في نهاية استدلاله: إنّ صاحب كتاب «الدلائل» هو: أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ الصغير الذي يشترك مع صاحب كتاب المسترشد بالاسم و اللقب و الكنية.
و ذكر نعت الشيخ الطوسيّ لصاحبي «المسترشد» بالكبير تمييزا له عن صاحب «الدلائل» [2].
[1] نسبه إليه ابن شهرآشوب في معالم العلماء، و الشيخ عبّاس القمّي في الكنى و الألقاب، و الميرزا محمّد علي مدرّس، و السيّد حسن الصدر، و عمر رضا كحالة، و السيّد محسن الأمين. (انظر:
أعيان الشيعة 13: 459، معجم المؤلّفين 9: 147، الكنى و الألقاب 1: 242، الفوائد الرضوية: