هذا و قد أكّدها- أي الكرامة- اللّه سبحانه و تعالى من خلال آيات عديدة، منها- على سبيل المثال لا الحصر- ما جرى للسيّدة مريم ابنة عمران (عليها السلام)، حيث جاء في قوله تعالى: كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ[1].
الفرق بين المعجزة و الكرامة
أنّ الكرامة من شرطها الاستتار، و المعجزة من شرطها الإظهار، و كذلك الكرامة ما تظهر من غير دعوى، و المعجزة ما تظهر من دعوى الأنبياء فيطالبون بالبرهان فيظهر أثر ذلك.
الإمام و المعجزة
إنّ المعجزة تظهر عند الأنبياء و الأوصياء، و كما هو المعلوم أنّ أئمّتنا (عليهم السلام) هم أوصياء الرسول (صلّى اللّه عليه و آله).
قال الشيخ الطوسي: إذا كان فائدة المعجز تصديق من ظهر على يده فيجب جواز ظهوره على يد بعض الأئمّة و الصالحين إذا ادّعوا الإمامة و الصلاح و كانوا صادقين؛ فإنّه إذا كان مقتضاه تصديق من ظهر على يده، فإن كان ذلك مدّعيا للإمامة علمنا بها صدقه، و إن ادّعى صلاحا فمثل ذلك؛ لأنّه لا بدّ من دعوى يقترن بها [2].
و قال الشيخ المفيد: فأمّا ظهور المعجزات على يد الأئمّة و الإعلام فإنّه من