responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 99

التالية التي يرويها ابن الأثير في الكامل دلالة واضحة على ما نقول، يقول ابن الأثير:

اتفق أن المعتصم خرج بموكبه يوم عيد فقام إليه شيخ فقال له: يا أبا إسحاق.

فأراد الجنود ضربه و تنحيته، فمنعهم الخليفة و قال: يا شيخ مالك؟ قال الشيخ:

لا جزاك الله عن الجوار خيرا، جاورتنا و جئت بهؤلاء العلوج من غلمانك الأتراك فأسكنتهم بيننا، فأيتمت بهم صبياننا و أرملت نساءنا و قتلت رجالنا، و الله لنقاتلنك بسهام السحر [1].

و دب نفوذ هؤلاء المماليك و الموالي في جهاز الخلافة دبيب المرض الى أن شل قدرة الخليفة تماما، و أصبح الخليفة لا يملك من أمره شيئا كثيرا، و أصبح نفوذ العسكر في قصر الخليفة و في شؤون الحكم هو النفوذ الأول، و لم يكن بطبيعة الحال استقدام هؤلاء المماليك و الموالي إلى مراكز العسكر من منطلقات إسلامية صحيحة، و انما كان لغايات سياسية و أمنية تخص الخليفة و قصره و جهاز حكمه، و لذلك لم يتم استقدام هؤلاء المماليك و إناطة مراكز القوة و النفوذ بهم على أساس صحيح، مما أدى في النتيجة الى الشلل الكامل لإرادة الخليفة و الى ازدياد سخط الناس و غضبهم على الخليفة و جهازه و تمرد القادة العسكريين و الولاة بما في أيديهم من القوة العسكرية و المال و الولايات عن مركز الخلافة.

[الثالث] 3- الفتن الطائفية:

الفتن الطائفية التي كانت تلتهب في أرجاء الدولة العباسية بين الحين و الحين، و بشكل خاص في مركز الخلافة العباسية كالتي كانت تحدث بين السنة و الشيعة من الفتن، أو بين الحنابلة و الشافعية، أو بين الحنابلة و الأشاعرة، أو بين الشافعية و الحنفية.

و قد شهدت بغداد خلال هذه الفترة غارات و هجمات كبيرة و شرسة على الشيعة الذين كانوا يجتمعون في الكرخ من بغداد، و كان المهاجمون يشعلون الحرائق في المدارس و المكتبات، و قد أحرقوا في بعض هذه الهجمات مكتبة شيخ الطائفة


[1] الكامل لابن الأثير: 7- 181.

نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست