responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 91

كان أقلية من المجتمع الإسلامي في هذا العصر من القريبين الى قصر الخلافة و من رجال المال و الاقطاعات الزراعية الواسعة يتمتعون بثراء واسع و يستخدمون المال في لهوهم و مجونهم بإسراف و بذخ كبيرين، و لئن كانت قصص ألف ليلة و ليلة من نسج الخيال فإن جملة مما ورد في هذه القصص من إسراف الأمراء و التبذير الذي كان يجري في داخل القصور من صلب الواقع في هذه الفترة (الذهبية!!) من تاريخ الإسلام.

و كل هذا الإسراف و التبذير كان يتم على حساب الطبقة المستضعفة و المحرومة في المجتمع، و كانت هذه الطبقة الواسعة في المجتمع هي التي تؤمن- لقصور الأمراء و رجال المال و الإقطاع- هذا اللهو و المجون الذي كان يثقل كأهل بيت المال على شكل ضرائب مرتفعة و ثقيلة، و الذي يقرأ تاريخ هذه الفترة من العصور الإسلامية يلمس- بشكل واضح- الفاصل الطبقي الكبير الذي كان يفصل هذه الطبقة عن تلك، و المآسي المتراكمة من حرمان الطبقة المحرومة، و من ظلم الحكام و جورهم، و البذخ و الإسراف و المجون الذي كان يجري في قصور الطبقة المترفة. و يقرأ ما آل إليه أمر الخلافة العباسية على يد المستعصم آخر خلفاء بني العباس في عصر هارون الرشيد (العصر الذهبي للخلافة العباسية!!).

و من العجب أننا نجد جذور سقوط الخلافة العباسية في العصر الذهبي لسلطان بني العباس و لكي لا نتوقف عند هذه النقطة أكثر من هذا الحد في هذه التوطئة نلتقط للقارئ صورة واحدة لما كان يجري في قصور الخلفاء و الأمراء من اللهو و المجون و الإسراف و التبذير، و نحيل القاري إذا أراد التوسع الى الموسوعات التاريخية الكبيرة التي دونت أحداث هذه الفترة من تاريخ الإسلام.

يقول البشابشتي في كتابه المعروف «الديارات» في تعريف دير السوسي ما هذا نصه: و هذا الدير لطيف على شاطئ دجلة بقادسية سر من رأى، و بين القادسية و سر من رأى أربعة فراسخ و المطيرة بينهما، و هذه النواحي كلها متنزهات و بساتين و كروم و الناس يقصدون هذا الدير و يشربون في بساتينه، و هو من مواطن السرور

نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست