نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 154
الفقه من بعد المحقق- (رحمه الله)- لا يكاد أن يخفى عليه أثر المحقق و طابعه الخاص المتميز. و مدرسة الحلي و إن كان لها وجود سابق على دور المحقق و تلاميذه و مدرسته الفقهية و لكن المحقق في الحقيقة هو الذي أعطى للحلة صفة المدرسة و جعل منها مدرسة فقهية متميزة من بين مدارس الفقه الإسلامي في التاريخ.
يقول السيد محمد صادق بحر العلوم في تعليقته على «لؤلؤة البحرين» في ترجمة المحقق: و قد تلمذ عليه جماعة كبيرة من العلماء و الفقهاء المبرزين، و كانت الحركة العلمية في عصره بلغت شأوا عظيما حتى صارت الحلة من المراكز العلمية في البلاد الإسلامية [1].
و يقول السيد صدر الدين كما في «إعلام العرب»، و برز من عالي مجلس تدريسه أكثر من أربعمائة مجتهد جهابذة، و هذا لم يتفق لأحد قبله [2].
و هذه الصورة التي يرويها السيد صدر الدين تعكس لنا سعة مدرسة الحلة و قوتها و ازدهارها في عهد المحقق. و لا نشك أن للمحقق الحلي- (رحمه الله)- الدور الرائد في تشييد هذه المدرسة و ترسيخها.
و نحن عند ما نستعرض تلاميذ المحقق و الذين رووا عنه الحديث و تخرجوا عليه في هذه المدرسة نريد أن نتعرف على الدور الكبير الذي نهض به شيخنا المحقق في تكوين مدرسة الحلي و ترسيخها بعد فتنة التتار التي عمت العالم الإسلامي و أضرت به عامة و بالعراق و بما فيه من المراكز العلمية خاصة.
في هذه الفترة الصعبة بالذات نهض المحقق الحلي في مدينة الحلة بإعداد و تربية نخبة من الفقهاء المحققين الذين استطاعوا ان يواصلوا تطوير عملية الاجتهاد في الفقه و تطوير الشؤون المختلفة للثقافة الإسلامية مثل الأصولين (أصول الدين و أصول الفقه) و الحديث و التفسير و غير ذلك. و فيما يلي نستعرض طائفة من تلاميذ المحقق