نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 142
ذلك عندي ما رويته بإسناد متصل أن رسول الله (صلى الله عليه و آله) دخل المسجد و به رجل قد أطاف به جماعة فقال: ما هذا؟ قالوا: علامة، فقال: ما العلامة؟ قالوا:
عالم بوقائع العرب و أنسابها و إشعارها، فقال عليه الصلاة و السلام: ذلك علم لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه.
و من البين أن الإجادة فيه تفتقر الى تمرين الطبع و صرف الهمة الى الفكر في تناسب معناه و رشاقة ألفاظه و جودة سبكه و حسن حشوه تمرينا متكررا حتى يصير خلقا، و كما أن ذلك سبب الاستكمال فيه فالاهمال سبب القصور عنه، و الى هذا المعنى أشرت من جملة أبيات:
هجرت صوغ قوافي الشعر مذ زمن * * * هيهات يرضى و قد أغضبته زمنا
و عدت اوقظ أفكاري و قد هجعت * * * عنفا و أزعج غربي بعد ما سكنا
إن الخواطر كالآبار إن نزحت * * * طابت و إن يبق فيها ماؤها أجنا
فاصفح شكرت أياديك التي سلفت * * * ما كنت أظهر عيبي بعد ما كمنا
و لمكان إضرابي عن نظمه و اعراضي حتى ذكر اسمه لم يبق إلا ما هو حقيق أن يرفض و لا يعرض و يضمر و لا يظهر، لكني مع ذلك أورد ما أدخل به في حيز الامتثال و إن كان ستره أنسب بالحال فمنه:
و ما الإسراف من خلقي و اني * * * لأجزأ بالقليل عن الكثير
و لا اعطي المطامع لي قيادا * * * و لو خودعت بالمال الخطير
و أغمض عن عيوب الناس حتى * * * اخال بأن يناجيني ضميري
و احتمل الأذى في كل حال * * * على مضض و أعفو عن كثير
و من كان الإله له حسيبا * * * أراه النجح في كل الأمور
و منه:
يا راقدا و المنايا غير راقدة * * * و غافلا و سهام الدهر ترميه
بم اغترارك و الأيام مرصدة * * * و الدهر قد ملأ الأسماع داعيه
أما أرتك الليالي قبح دخلتها * * * و غدرها بالذي كانت تصافيه
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 142