و يحيى بن الحسن جد المحقق كان من كبار فقهاء عصره، و قد نقل عن الشهيد- (رحمه الله)- في شرح الإرشاد القول بالتوسعة، في قضاء الصلوات الفائتة.
قال في شرح الإرشاد في عد القائلين بالتوسعة من الفقهاء: و من المتأخرين القائلين بالتوسعة قطب الدين الراوندي و نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي و سديد الدين محمود الحمصي و الشيخ يحيى بن سعيد جد الشيخ نجم الدين «المحقق الحلي» [2].
أذن فقد كان البيت الذي نشأ فيه المحقق الحلي بيتا عريقا في العلم و الدين مشهورا بذلك في أوساط الحلة و العراق، و كان لهذا البيت أثر كبير في نشأة المحقق العلمية، كما كان للوسط العلمي في مدينة الحلة نفس الأثر.
آيات الثناء:
كان المحقق الحلي- (رحمه الله)- منذ كان يعيش في الحلة إلى أن توفاه الله تعالى و الى اليوم عبر العصور الطويلة موضع احترام و اعتماد و أكبار العلماء الذين تعرضوا لذكره بشكل من الاشكال يحتل موضع الصدارة في الفقه و الحديث و التقوى و البصر في الفقه و دقة النظر و سلامة الذوق الفقهي و قوة الدليل و شمولية المنهج و رغم أن الدراسات الفقهية و الأصولية قد تقدما أشواطا كثيرة من بعد المحقق لم يفقد المحقق موضع الصدارة و الريادة في تاريخ هذا العلم الشريف. فهو- (رحمه الله)- من الرواد الأول للتحقيق في الفقه دون أن ننتقص من قيمة الجهود الفقهية الكبيرة التي سبقت المحقق الحلي.
يقول السيد حسن الصدر- (رحمه الله)- في إجازته للعلامة الطهراني (آغا بزرگ):
هو أول من نبغ منه التحقيق في الفقه، و عنه أخذ، و عليه تخرج ابن أخته العلامة