responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 590

كاويب ويه‌ [1] في السلام عليه «السلام عليك يا ابن الحسن و الحسين».

فلما لم يبق مع أبيه يوم عاشوراء سوى أهل بيته بعثته نفسه الأبية على مصادمة خيل أهل الغواية و حركته الحمية الهاشمية على اقتناص أرواح أهل الضلالة، فخرج إلى القوم يسحب ذلاذل درعه آئسا من الحياة عازما على الموت و أبوه ينظر إليه نظرة آيس منه باكيا عينه محترقا قلبه مظهرا حزنه إلى اللّه تعالى، كما في بعض المقاتل المعتبرة أنه (عليه السلام) رفع شيبته نحو السماء [2] و كان لسان حاله: أصابتني مصيبة فجيعة و داهية عظيمة فإنما أشكو بثي و حزني إلى اللّه، لأن الأخذ باللحية من علامة هجوم الحزن و كثرة الاغتمام كما أشار بذلك شيخنا رئيس المحدثين أبو جعفر بن بابويه القمي‌ [3]، فحمل علي بن الحسين (عليه السلام) على القوم و هو يقول:

أنا علي بن الحسين بن علي‌ * * * نحن و بيت اللّه أولى بالنبي‌

أضربكم بالسيف حتى ينثني‌ * * * ضرب غلام هاشمي علوي‌


[1] البحار 98/ 153، كامل الزيارات ص 200، الكافي 4/ 577، التهذيب 6/ 56 الفقيه 2/ 596.

[2] البحار 45/ 42.

[3] قال (رحمه الله) في علل الشرائع 1/ 65 في حكمة أخذ موسى لحية أخيه و رأسه: أخذ موسى (عليه السلام) برأس أخيه و لحيته أخذه برأس نفسه و لحية نفسه على العادة المتعاطاة للناس إذا اغتم أحدهم أو أصابته مصيبة عظيمة وضع يده على رأسه و إذا دهته داهية عظيمة قبض على لحيته فكأنه أراد بما فعل أن يعلم هارون أنه وجب عليه الاغتمام و الجزع بما أتاه قومه و وجب أن يكون في مصيبة بما تعاطوه لأن الأمة من النبي و الحجة بمنزلة الاغنام من راعيها و من أحق بالاغتمام بتفريق الأغنام و هلاكها من راعيها و قد وكل بحفظها و استعبد بإصلاحها و قد وعد الثواب على ما يأتيه من إرشادها و حسن رعيها و أوعد العقاب على ضد ذلك من تضييعها و هكذا فعل الحسين بن علي (عليه السلام) لما ذكر القوم المحاربين له بحرماته فلم يرعوها قبض على لحيته فتكلم بما تكلم به- انتهى.

فعلم من ذلك سر أخذ الحسين (عليه السلام) لحيته الشريفة عند خروج ابنه علي إلى القتال كما علم أيضا سر وضع أم كلثوم يدها على رأسها بعد قتل الحسين (عليه السلام) نادبة:

وا محمداه هذا الحسين بالعراء قد سلب العمامة و الرداء «منه».

نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست