responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 52

و هو يقول: وا عطشاه وا قلة ناصراه، حتى يحول العطش بينه و بين السماء كالدخان، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف و شرب الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه و ينهب رحله أعداؤه و تشهر رءوسهم هو و أنصاره في البلدان و معهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد المنان. فبكى آدم و جبرئيل (عليهما السلام) بكاء الثكلى‌ [1].

و روي عن بعض الثقات الأخيار أن الحسن و الحسين (عليهما السلام) دخلا يوم عيد إلى حجرة جدهما رسول اللّه فقالا: يا جداه اليوم يوم العيد و قد تزين أولاد العرب بألوان اللباس و لبسوا جديد الثياب و ليس لنا ثوب جديد و قد توجهنا لذلك إليك. فتأمل النبي (صلى الله عليه و آله) حالهما و بكى و لم يكن عنده في البيت ثياب تليق بهما و لا رأى أن يمنعهما فيكسر خاطرهما، فدعى ربه و قال: إلهي أجبر قلبهما و قلب أمهما. فنزل جبرئيل (عليه السلام) و معه حلتان بيضاوان من حلل الجنة، فسر النبي (صلى الله عليه و آله) و قال لهما: يا سيدي شباب أهل الجنة خذا أثوابا خاطها خياط القدرة على قدر طولكما، فلما رأيا الخلع بيضاء قالا: يا جداه كيف هذا و جميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب. فأطرق النبي (صلى الله عليه و آله) ساعة متفكرا في أمرهما، فقال جبرئيل (عليه السلام): يا محمد طب نفسا و قر عينا ان صابغ صبغة اللّه عز و جل يقضي لهما هذا الأمر و يفرح قلوبهما بأي لون شاءا، فأمر يا محمد بإحضار الطست و الإبريق، فأحضرا فقال جبرئيل: يا رسول اللّه أنا أصب الماء على هذه الخلع و أنت تفركها [2] بيدك فتصبغ لهما بأي لون شاءا. فوضع النبي حلة الحسن في الطست فأخذ جبرئيل يصب الماء، ثم أقبل النبي على الحسن و قال له: يا قرة عيني بأي لون تريد حلتك؟ فقال: أريدها خضراء، ففركها النبي (صلى الله عليه و آله) بيده في ذلك الماء فأخذت بقدرة اللّه لونا أخضر فائقا كالزبرجد الأخضر، فأخرجها النبي (صلى الله عليه و آله) و أعطاها الحسن (عليه السلام) فلبسها. ثم وضع حلة الحسين (عليه السلام) في الطست و أخذ جبرئيل يصب الماء، فالتفت النبي (صلى الله عليه و آله) إلى نحو الحسين (عليه السلام) و كان له من العمر


[1] البحار ج 44 ص 245.

[2] أي تدلكها.

نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست