نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 510
فأتوه فأخذوه بغتة، فلما رآهم قال: ما لكم فو اللّه ما ظفرت أكفكم. فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة لعبد اللّه: شده كتافا و مشه حافيا. فقال عبد اللّه: ما كنت لأفعل هذا برجل لم يظهر لنا غدره و إنما أخذناه على الظن. فقال إبراهيم:
لیس هذا يعشك فادرجي [1] ما هذا الذي بلغني عنك يا ابن أبي عبيد. فقال: ما بلغك عني إلا باطل و أعوذ باللّه من غش كغش أبيك وجدك.
ثم حمل إلى السجن غير مقيد و قيل بل كان مقيدا، فكان يقول في السجن:
أما و رب البحار و النخيل و الأشجار و المهامة و القفار و الملائكة الأبرار و المصطفين الأخيار لأقتلن كل جبار بكل لدن خطار و مهند بتار بجموع الأنصار ليس بمثل أغمار [2] و لا بعز [3] أشرار، حتى إذا أقمت عمود الدين و زايلت شعب صدع المسلمين و شفيت غليل صدور المؤمنين و أدركت ثار النبيين لم يكبر علي زوال الدنيا و لم أحفل بالموت إذ أتى.
و قيل في خروج المختار إلى الكوفة و سببه غير ما تقدم، و هو أن المختار قال لابن الزبير- و هو عنده- أني لا علم قوما لو أن لهم رجلا له فقه و علم بما يأتي و يذر لاستخرج لك منهم جندا تقاتل بهم أهل الشام. قال: من هم؟ قال: شيعة علي بالكوفة. قال: فكن أنت ذلك الرجل، فبعثه الى الكوفة فنزل ناحية منها يبكي على الحسين (عليه السلام) و يذكر مصابه، حتى لقوه و أحبوه فنقلوه إلى وسط الكوفة و أتاه منهم بشر كثير، فلما قوي أمره سار إلى ابن مطيع [4].
ذكر مسير التوابين و قتلهم
لما أراد سليمان بن صرد الخزاعي الشخوص سنة خمس و ستين بعث إلى رءوس أصحابه فأتوه، فلما أهل ربيع الآخر خرج في وجوه أصحابه و كانوا تواعدوا
[1] في هامش المصدر: يفشك فادرني (مثل يضرب لمن يتعاطى ما لا ينبغي له).