responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 392

للرأس طيب قد فاح‌ [1] على كل طيب‌ [2].

قال السيد «ره» و سار القوم برأس الحسين (عليه السلام) و الاسراء من رجاله، فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من شمر و كان من جملتهم، فقالت له: لي إليك حاجة. فقال: ما حاجتك؟ قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة و تقدم إليهم أن يخرجوا هذه الرءوس من بين المحامل و ينحونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا و نحن في هذه الحال. فأمر في جواب سؤالها أن يجعل الرءوس على الرماح في أوساط المحامل بغيا منه و كفرا و سلك بهم بين النظارة على تلك الصفة حتى أتى بهم باب دمشق، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي:

بنفسي النساء الفاطميات أصبحت‌ * * * من الأسر يسترئفن من ليس يرأف‌

و مذ أبرزوها جهرة من خدورها * * * عشية لا حام يذود و يكنف‌

توارت بخدر من جلالة قدرها * * * بهيبة أنوار الإله يسجف‌

لقد قطع الأكباد حزنا مصابها * * * و قد غادر الأحشاء تهفو و ترجف‌

و روي أن بعض الفضلاء التابعين لما شاهد رأس الحسين (عليه السلام) بالشام أخفى نفسه شهرا من جميع أصحابه، فلما وجدوه بعد إذ فقدوه سألوه عن سبب ذلك فقال: أ لا ترون ما نزل بنا، و أنشأ يقول:

جاءوا برأسك يا بن بنت محمد * * * مترملا بدمائه ترميلا

و كأنما بك يا بن بنت محمد * * * قتلوا جهارا عامدين رسولا

قتلوك عطشانا و لم يترقبوا * * * في قتلك التأويل و التنزيلا

و يكبرون بأن قتلت و إنما * * * قتلوا بك التكبير و التهليلا [3]


[1] أي انتشر ريحها بحيث فاق كل طيب «منه».

[2] المناقب 4/ 61.

[3] اللهوف: 155- 156.

نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست