و نادى عمر بن سعد: يا دريد (ذويد خ ل) ادن رايتك. فأدناها ثم وضع سهمه في كبد قوسه ثم رمى فقال: اشهدوا أني أول من رمى، ثم ارتمى الناس و تبارزوا [3].
و قال محمد بن أبي طالب: فرمى أصحابه كلهم فما بقي من أصحاب الحسين (عليه السلام) إلا أصابه من سهامهم. قيل: فلما رموهم هذه الرمية قل أصحاب الحسين (عليه السلام) و قتل في هذه الحملة خمسون رجلا [4].
قال الأزدي: حدثني أبو جناب [و كان كلبيا] قال: كان منا رجل يدعى عبد اللّه بن عمير من بني عليم كان قد نزل الكوفة و اتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا و كانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال لها أم وهب بنت عبد، فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرحوا إلى الحسين (عليه السلام). قال: فسأل عنهم فقيل له:
يسرحون إلى الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)، فقال: و اللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا و إني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثوابا عند اللّه من ثوابه إياي في جهاد المشركين. فدخل إلى امرأته فأخبرها بما سمع و أعلمها بما يريد. فقالت: أصبت أصاب اللّه بك أرشد أمورك افعل و أخرجني معك. قال: فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا، فأقام معه فلما دنا منه (عليه السلام) عمر بن سعد و رمى بسهم ارتمى الناس، فلما ارتموا خرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان و سالم مولى عبيد اللّه بن زياد فقالا: من يبارز ليخرج إلينا بعضكم.
فقال: فوثب حبيب بن مظاهر و برير بن خضير فقال لهما الحسين عليه