ثم وثب إليه برير بن خصير [2] الهمداني فقال: و اللّه يا بن رسول اللّه لقد من اللّه بك علينا أن نقاتل بين يديك تقطع فيه أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة بين أيدينا، لا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم أف لهم غدا ما ذا يلاقون؟
قال: فجمع الحسين (عليه السلام) ولده و إخوته و أهل بيته، ثم نظر إليهم فبكى ساعة ثم قال: اللهم إنا عترة نبيك محمد و قد أخرجنا و طردنا و أزعجنا عن حرم جدنا و تعدت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا و انصرنا على القوم الظالمين.
قال: فرحل عن موضعه حتى نزل في يوم الأربعاء [4] أو يوم الخميس بكربلاء و ذلك في الثاني من المحرم سنة إحدى و ستين، ثم أقبل على أصحابه فقال (عليه السلام): الناس عبيد الدنيا و الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون. ثم قال: أ هذه كربلا؟ فقالوا: نعم يا بن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله). فقال: هذا موضع كرب و بلاء، هاهنا مناخ ركابنا و محط رحالنا و مقتل رجالنا و مسفك دمائنا.
قال: فنزل القوم، فأقبل الحر حتى نزل حذاء الحسين (عليه السلام) في ألف فارس، ثم كتب إلى ابن زياد يخبره بنزول الحسين بكربلاء.
و كتب ابن زياد إلى الحسين (عليه السلام): «أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك بكربلاء، و قد كتب إلي أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسد الوثير و لا أشبع من