responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفائس التأويل نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 366

و روي عن أنس‌ [1] أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: سيكون في هذه الأمّة أقوام يعملون بالمعاصي و يزعمون أنّها من اللّه، فإذا رأيتموهم فكذّبوهم ثمّ كذّبوهم.

و ما أشبه هذه الأخبار كثير، و لو قصدنا إلى ذكرها لطال بها الكتاب و إنّما نذكر من الباب الذي ينبّه به على الحقّ.

الأدلة العقلية على تنزيه اللّه من خلق الشرور

و أمّا حجة القول على أنّ اللّه لم يفعل أفعال العباد، و أنّ فعل الخلق غير فعل ربّ العالمين، فهو أنّا وجدنا من أفعال العباد ما هو ظلم و عبث و فساد، و فاعل الظلم ظالم، و فاعل العبث عابث، و فاعل الفساد مفسد، فلمّا لم يجز أن يكون اللّه مفسدا علمنا أنّه لم يفعل الظلم و لا العبث و لا الفساد.

و أيضا؛ فإنّ أفعالهم التي هي محكمة منها ما هو طاعة و خضوع و فاعل الطاعة مطيع، و فاعل الخضوع خاضع، فلمّا لم يجز أن يكون اللّه مطيعا و لا خاضعا علمنا أنّه لا يفعل الطاعة و لا الخضوع.

و أيضا؛ فانّ اللّه لا يجوز أن يعذّب العباد على فعله، و لا يعاقبهم على صنعه، و لا يأمرهم بأن يفعلوا ما خلقه، فلمّا عذّبهم على الكفر، و عاقبهم على الظلم، و أمرهم بأن يفعلوا الإيمان، علمنا أنّ الكفر و الظلم و الإيمان ليست من فعل اللّه و لا من صنعه.

و ممّا يبيّن ما قلنا: أنّه لا يجوز أن يعذّب العباد على طولهم و قصرهم و ألوانهم و صورهم؛ لأنّ هذه الامور فعله و خلقه فيهم، فلو كان الكفر و الفجور فعل اللّه لم يجز أن يعذّبهم على ذلك و لا ينهاهم عنه و لا يأمرهم بخلافه، فلمّا


[1] أنس بن مالك بن النضر الانصارى الخزرجى النجارى، خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم كان من المكثرين في الرواية، و توفى بالبصرة سنة 93، و قيل في تاريخ وفاته غير ذلك (أسد الغابة: 2/127) .

نام کتاب : نفائس التأويل نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست