responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 76

الله والشرك والكفر .

ومن إفراز ( الأنا ) في علاقة الإنسان بالآخرين : نظام الاستكبار والاستضعاف في العلاقات الاجتماعية ، والحسد ، والعدوان ، والبغضاء ، والكراهية فيما بين الناس .

ومن إفراز ( الأنا ) في هذه الحالة في علاقات الإنسان بالدنيا : الحرص ، والطمع ، والجشع . ومن إفراز الأنا في علاقته بنفسه : العُجب ، الغرور والاعتداد بالنفس ، وتزكية النفس وتبرئتها عن الخطأ والتقصير .

بينما نجد أنّ إفراز الأنا ونتائجه عندما يجعل الإنسان مرضاة الله تعالى في حياته هي المحور ، ويجعل الأنا تابعاً لهذا المحور أمر يختلف تماماً في النقاط التي ذكرناها في هذه الشبكة الواسعة من العلاقات .

وهذا إجمال لابدّ له من تفصيل ، وهذا التفصيل يرتبط بموضوع بحثنا ارتباطاً وثيقاً ، لابدّ من الدخول فيه .

وإليك هذا التفصيل :

عندما يتحوّل ( الأنا ) في حياة الإنسان إلى محور يستقطب كل مشاعره واهتماماته يصدق على هذا الإنسان أنّه اتخذ ( الأنا ) إلهاً . ويتحوّل ( الأنا ) إلى صنم في حياته يعبده الإنسان من دون الله . وبقدر ما يبرز ( الأنا ) إلهاً في حياة الإنسان يضمر إحساس الإنسان بإلوهية الله تعالى في حياته .

وبين هذا وذاك نسبة عكسية دائماً ، فكلّما تبرز إلوهية الأنا أو الهوى في حياة الإنسان أكثر يختفي التوحيد أكثر ؛ فإنّ التوحيد يقع في النقطة المقابلة لمحورية الأنا تماماً ، وكلَّما تتكرّس حالة محورية الأنا في حياة الإنسان تختفي حالة ( التوحيد ) .

والمرحلة الأولى لهذا البروز والاختفاء ( الشرك ) حيث يشرك الإنسان بالله تعالى ، والشريك الذي يشركه الإنسان في الألوهية هو ( الأنا ) ، والمرحلة الأخيرة لهذا البروز والاختفاء هو ( الكفر ) حيث يغطّي ( الأنا ) ذكر الله تعالى في قلب الإنسان بشكل كامل ، و( الكفر ) بمعنى التغطية ، فتبرز محورية ( الأنا ) في حياة الإنسان بصورة طاغية ويختفي ( التوحيد ) تماماً من نفس الإنسان ، وهذه هي التي ينتهي إليها الإنسان غالباً عندما يستدرجه حب الذات .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست