إنّ النتيجة الأولى للجهاد بالأموال والأنفس هو الجنّة ، والجنّة هي الفوز العظيم ، أمّا الغاية الثانية ، وهي النصر والفتح ، فيعبّر القرآن عنه بـ ( وَأُخْرَى تُحِبّونَها ) وكأنّه فائدة ونتيجة ثانوية للجهاد .
وانظروا إلى هذه اللوحة الرائعة المتدفّقة بالحياة والحركة ـ ولا أقول اقرأوا وتأمّلوا ـ كيف يرسم القرآن مسيرة الإنسان إلى الله تعالى ومرضاته في الجنّة من خلال رحلة المعاناة والعذاب :
وبهذه الطريقة يرسم القرآن دورة المعاناة في حياة الفرد المؤمن والأمّة المؤمنة ، ويعالج مسألة الابتلاء والمعاناة في حياة الإنسان ، ويوجّه الإنسان لفهم الابتلاء وطريقة التعامل معه .
ونعود من جديد إلى الحديث عن سنن الله تعالى في المسيرة وضرورة وعي ومعايشة السنن الإلهية في هذه الرحلة .
فلا يجوز أن تستغرقنا لحظات الابتلاءات والمعاناة ، وتحجبنا عن سنن الله في المسيرة . والإنسان إذا لم يحسن التصرف ساعة الابتلاء ، ولم يعرف كيف يتعامل مع المحن والابتلاء ، تحجبه المعاناة عن سنن الله وقوانين الحركة ، وإذا نظر الإنسان
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 48