responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 45

آمَنُوا وَيَتّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللّهُ لاَ يُحِبّ الظّالِمِينَ) [ آل عمران : 139 ـ 140 ] .

فإن تكونوا تألَمون فإنّهم يألَمون كما تألَمون ، وإن يكن قد أصابكم قَرْحٌ فقد أصاب القوم مِثلُه ، وتلك ضريبة الصراع والحرب ، وهذه الضريبة تتوزّع على كل الأطراف من دون استثناء .

وأولئك ينفقون كما تنفقون أنتم ، فلا بدّ في الصراع من إنفاق للأموال والبنين والأنفس ، ولا يخصّكم هذا الإنفاق ، إلاّ أنّ هذا الإنفاق يعود عليكم بنصر الله في الدنيا وبرحمته الواسعة يوم يقوم الأشهاد ، ولا يعود عليهم إلاّ بالحسرة والخيبة .

( إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمّ يُغْلَبُونَ ) [ الأنفال : 36 ] .

وهذا أوّلاً .

التمحيص والتكامل بالمعاناة :

ويوجّه القرآن نظرنا ـ ثانياً ـ إلى أنّ المعاناة هي الأداة التي تتكامل بها شخصية المؤمنين ، ويَصلُب عودهم ، وتعلو بها كلمة الله على وجه الأرض وفي حياة الإنسان ، وعبر هذه الآلام والمتاعب والأشواك تعود الحاكمية على وجه الأرض لله ولرسوله ولأوليائه .

إنّ مسيرة المحنة هي مسيرة تكامل الإنسان ونموّه ، وهي مسيرة تكامل الأمة ونموّها ، وإنّ الإنسان ليحبّ ـ إذا ارجع إليه أمر الاختيار ـ الطريق غير ذات الشوكة ، والعبور من الممرّات والطرق الآمنة المحفوفة بالعافية ، في طريقه إلى الله تعالى ، ويحب أن ينال الغاية من أيسر الطرق ، والنصر بأيسر الأسباب ، دون أن تشوكه شوكة أو تنتابه محنة .

ولكنّ الله تعالى ، وهو العليم بما يصلح عباده ويفسده ، يعلم أنّ تكامل الإنسان أفراداً وجماعات وأُمماً لا يتمّ إلاّ عبر طريق المحنة ، وأنّ تحقيق سيادة كلمة الله على وجه الأرض لا يتمّ إلاّ عبر هذه المعاناة الطويلة .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست