نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 39
وقوانينه في مسيرة الحضارية الإنسانية .
ذلك أنّ الداعية ينظر إلى المسيرة ليس من خلال عناء الساعة وابتلاءات الطريق ، وإنّما ينظر إليها من خلال استعراض مسيرة الحضارات الطويل في التاريخ ، وتاريخ هذا الصراع بين الخطّ الرباني والخطوط الجاهلية ، وما آل إليه هذا الصراع بين الحقّ والباطل .
إنّ الداعية الذي ينظر إلى التاريخ بهذه الرؤية الشاملة العميقة يستطيع أن ينظر إلى مسيرة المعاناة والعمل والدعوة نظرة شموليةً واسعةً ، ويكشف السنن والقوانين الإلهية في مسير الحضارة ، ويقضي في أمر المسيرة لا من خلال معاناة اللحظة ، وإنّما من خلال النتائج والعواقب .
أسلوبان في الرؤية :
والإنسان ينظر إلى المسيرة على نحوين :
فقد ينظر إلى المسيرة من خلال المعاناة والآلام والمتاعب التي تكتنف الطريق ، وهذه هي النظرة القصيرة والرؤية المحدودة للطريق ، التي لا تتجاوز اللحظة والساعة ، وهي رؤية محفوفة الأخطار ، ولا يسلم صاحبها كثيراً من السقوط، ولا ينجو من الخوف واليأس والتعب ، في أغلب الأحوال .
فإنّ الذي ينظر إلى المسيرة ، ويقضي فيها من خلال معاناة العمل ومتاعبه وآلامه ، يسرع إلى نفسه اليأس والخوف والتعب ، ومن يدخله التعب واليأس والخوف لا يستطيع أن يواصل المسيرة ، ويتخلّف أو يسقط أثناء الطريق ، إن عاجلاً أو آجلاً .
وقد ينظر إلى المسيرة من خلال النتائج والعواقب ، وهذه هي الرؤية الصحيحة للمسيرة ، ونحن نلتقي في القرآن هذه الرؤية ، التي تمكّننا من تجاوز سلبيات المعاناة والمرور بها في طريق العمل دون أن يصيبنا الخوف ، أو اليأس ، أو التعب ، ودون أن يشقّ علينا بُعد الشقّة .
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 39