وليس معنى ذلك أن نأخذ نحن اليوم ديننا من التوراة والإنجيل ، وإنّما المقصود أنّ هذه المسيرة مسيرة واحدة ، وأنّنا نؤمن بالله والأنبياء جميعاً ، لا نفرّق بينهم ، وأنّ حلقات هذه المسيرة مترابطة ومتماسكة ، وأنّ هذه المسيرة التي تمرّ عبر الأجيال والقرون هي الإسلام الذي لا يرتضي الله للإنسان غيره ديناً .
ومن يرتبط بهذه المسيرة الربّانية على وجه الأرض فقد اهتدى ، ومن تولّى عنها فهو في شقاق وحرب ، وليس بينهما فاصل وبرزخ ، وهذه المسيرة هي الصبغة الإلهية التي يجب أن تصبغ حياة الإنسان وتاريخه ، وعقله ، وعواطفه ، وسلوكه ، وتحركه ، وسلمه ، وحربه ، بلونها الخلص ، وأنّ للحضارة الربانية التي يتوارثها المؤمنون في الأرض لوناً خاصاً ومتميزاً عن سائر الألوان الجاهلية .