نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 108
عن رسول الله ، عن الله تعالى :
( أنا أعلم بما يَصْلُح به أمر عبادي ، وأنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادته ، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده ، فيجتهد ويتعب نفسه في عبادتي ، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً مني له ، وإبقاء عليه ، فينام حتى يصبح فيقوم ماقتاً لنفسه ، زارياً عليها ، ولو أخلّي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب بأعماله ، فيأتيه ما فيه هلاك ؛ لِعُجُبِه بأعماله ورضاه عن نفسه ، حتى يظن أنّه قد فاق العابدين ، وجاز في عبادته حدّ التقصير ، فيتباعد منّي وهو يظن أنّه تقرب إليّ ) . [1]
وعن الباقرين (عليهما السلام) : أنّ الله تبارك وتعالى يقول : ( إنّ من عبادي من يسألني الشيء من طاعتي لأُحبّه ، فأصرف ذلك عنه ؛ لكيلا يعجبه عمله ) . [2]
سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك
قد يرتكب الإنسان سيئة فتسوؤه ، ويملكه الندم ويحاسب نفسه بها ، ويضع نفسه بسبب ذلك موضع المحاسبة والنقد والتجريح ، ويرتكب حسنة فتسرّه ، ويعجب بها وتمتلئ نفسه زهواً وإعجاباً ، فتكون تلك السيئة التي ساءته خيراً له من تلك الحسنة التي أعجبته .
فإنّ تلك السيئة وضعته موضع التقصير ، وحسَّسته بالندم ، وأشعرته بذلّ التقصير بين يدي الله ، وهذه الحسنة ملأت نفسه بالعجب والزهو .
عن الصادق (عليه السلام) : ( أنّ الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ، ويعمل العمل فيسرُّه ذلك فيتراخى عن حاله تلك ، فلأَن يكون على حاله تلك خيرٌ له مما دخل فيه ) . [3]