responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 103

وفي مقابل ذلك ينهى القرآن عن تزكية النفس وتبرأتها من نقاط الضعف ، يقول تعالى : ( فَلاَ تُزَكّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتّقَى ) . [ النجم : 32 ]

ويقول تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ يُزَكّونَ أَنْفُسَهُم بَلِ اللّهُ يُزَكّيْ مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى‌ بِهِ إِثْماً مُبِيناً ) . [ النساء : 49 ـ 50 ]

ومن المزالق التي تواجه الإنسان تزكية الآخرين له ، فإنّها تَغرّ الإنسان وتخدعه ، وتوحي إليه بالبراءة والنزاهة . ومن هذه الثغرة يدخل الشيطان في نفسه ، ويدخل العجب إلى نفسه .

ولذلك فإنّ الواعين من المؤمنين يتحسّسون من التزكية والمدح ، ويتخوفون منه ، ويشعرون بالخطر من ناحيته . يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتّقين :

( ولا يرضون من أعمالهم بالقليل ، ولا يستكثرون الكثير ، فهم لأنفسهم متّهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ، وإذا زكى أحدهم خاف ممّا يقال له ، ويقول : أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربي أعلم منّي بنفسي . اللّهم ، لا تؤاخذني بما يقولون ، واجعلني أحسن ممّا يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ) . [1]

وفي مقابل تزكية النفس وتبرأتها وَرَدَ التأكيد في النصوص الإسلامية على التدقيق في ملاحقة النفس وأعمالها ونقدها نقداً موضوعياً دقيقاً وصارماً ، فإنّ الإنسان لو عرّض أعماله لنقدٍ موضوعي دقيق وصارم لا يجد أنّ شيئاً من عمله قد سَلُم له إلاّ القليل ، فتضعف ثقته بنفسه وأعماله ، وتَعْظُم في مقابل ذلك ثقته برحمة الله تعالى وفضله .

رُوي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ( الدنيا كلّها جهل إلاّ مواضع العِلم ، والعِلم كلّه حجّة إلاّ ما عُمل به ، والعمل كلّه رياء إلاّ ما كان مخلَصاً ، والإخلاص على خطر عظيم حتى ينظر العبد ما يختم له ) . [2]


[1] نهج البلاغة ، خُطبة المتقين .

[2] بحار الأنوار 2 : 29 .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست