نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 5 صفحه : 28
الحميرية بمعاونة كسرى، إلا أنه قتل بعد استيلائه على اليمن بخمسة عشر عاما، و على رواية بعد أربعة أعوام، و بناء على رواية أخرى قتل من قبل الحبشة [1] و تقول الروايات أنه بعد قتل أبو مرة سيف لم يحكم أحد من نسل الملوك الحميرية اليمن، إلا أنه كان فى ناحية من نواحى اليمن مملكة اتخذت لنفسها و احدا من نسل حمير ملكا لها، و حكم هؤلاء الملوك الطوائف، و على رواية أن بلاد اليمن ظلت فى يد ملوك الفرس بعد قتل أبو مرة سيف إلى ظهور الإسلام.
و الرواية الثانية أرجح على الرواية الأولى، حتى إن الولاة الذين يعينون من قبل الأكاسرة يطلق عليهم مرازبة.
و عدد ملوك المرازبة ثمانية ملوك، و كانت حاضرة ملكهم بلاد اليمن، و كان بدء ظهورهم قبل الهجرة بأربع و أربعين عاما، و كان زمن انقراض ملكهم بعد الهجرة النبوية بعشر سنوات، و بهذا بلغت مدة ملكهم ثلاثا و خمسين سنة.
و هذه الرواية صحيحة لأن بازان بن ساسان من الملوك المرازبة و حكم اليمن إلى بداية البعثة النبوية، و بما أنه اهتدى و أسلم فأبقاه النبي (صلى اللّه عليه و سلم) حاكما، و لما توفى فى السنة العاشرة من الهجرة ولى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) ابنه شيرين على بعض البلاد اليمنية، و بهذا الشكل أعلى قدره و مرتبته بين الأهالى.
و كانت حاضرة ملوك حمير و التبابعة صنعاء و مدينة مأرب البعيدة عن صنعاء بمسافة ثلاث مراحل.
كانت مدينة مأرب تقع فى نهاية جبال حضرموت، و كانت فى أماكن غير آهلة بالسكان فى زمانها، و كانت ديار سبأ فى هذه الأراضى الخالية و كان سد مأرب فى هذه الديار كما سيأتى تعريفه فى الاستطراد الآتى.
سد مأرب- العرم- سيل العرم
كان سد مأرب قد بين جبلين عاليين لحماية بلدة مأرب من السيول التى تنزل من الأنهار التى حولها، و كان يطلق على المياه الكثيرة التى تتجمع خلف هذا
[1] ما يطلق عليهم «الحبش» فى التواريخ العربية ليسوا الحبش الحاليين بل هم السودانيون الحاليون.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 5 صفحه : 28