responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 99

و قد رجح بعض العلماء مكة المكرمة على المدينة المنورة مستدلين بالأحاديث «إن مكة أحب بلاد اللّه إلى اللّه» و «إن مكة خير بلاد اللّه»، و إن كان الإمام أبو حنيفة و الإمام الشافعى رأيا هذا الرأى و صدقا العلماء المشار إليهم إلا أن هذين الحديثين قد صدرا قبل أفضلية مكة المكرمة- عند سائر الأئمة- طالما كان صاحب المعجزات مقيما فى مكة المكرمة، و قالوا إن رجحان المدينة دار السكينة بعد الهجرة و فضلها قد ثبتا بعد الهجرة.

و إن كان ثبت تضاعف الأجر و المثوبة فى مكة المكرمة إلا أن هذا الأمر لا يقتضى أفضليتها، فمثلا يلزم للذين يذهبون إلى عرفات أن يصلوا خمس أوقات فى منى، و مع هذا فإن مكة المكرمة أكثر ثوابا و أجرا من الصلوات التى تؤدى فى منى و هذا الأمر محقق و مصدق لدى العلماء. و لأجل ذلك قال ابن عمر، إن تضاعف الثواب و الأجر فى مكة ثابت و مع ذلك لا ترجح على المدينة دار السكينة و هكذا بين أن تضاعف الثواب لا يقتضى الأفضلية و الرجحان و أن المفضول قد يرجح على الفاضل أحيانا.

و بناء على هذا الفهم الدقيق أجاب الإمام مالك على سؤال: أى الحرمين أولى بالمجاورة فى رأيك؟ فقال لهم بناء على رأيى إن المجاورة فى المدينة الطاهرة أولى من المجاورة فى مكة المقدسة و أوجب.

كيف لا تكون دار الهجرة المحترمة أفضل من مكة المكرمة و كيف لا تكون المجاورة فى تلك البلدة أحب و أجمل؟ و قد مر الجالس على سرير الأمراء المصطفى- عليه أكمل التحية- بكل شوارع تلك البلد. المباركة ذهابا و إيابا، بما أن جبريل الأمين نزل فى أكثر بقاعها باسطا أجنحته و أوصل الوحى الجليل و من هنا قال الواقف على خفايا الحكمة- عليه بدائع التحية- المدينة خير من مكة و المدينة أفضل من مكة، و قد أخبر بهذا الحديث الصحيح عن لزوم تفضيل المدينة المنورة على مكة المعظمة نورها اللّه تعالى إلى يوم الآخرة.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست