نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 212
الصورة الخامسة تبين سبب تأسيس منبر مسجد النبى و صورته و جزع و نحيب النخلة [1].
لما كان مسجد المدينة الشريف خاليا من المنبر لإلقاء الخطبة كان مؤسس مبانى الدين- (عليه سلام اللّه )المعين- يقف طويلا على رجله فى أثناء إلقائه الخطبة و يتعب كثيرا، و تأثر الأصحاب الكرام من هذه الحالة فأتوا بنخلة و ركزوها فى المحل الذى يلقى فيه خطيب منبر الرسالة- عليه أسنى التحية- و رجوه أن يتكئ عليها فى أثناء إلقائه الخطبة، و بعد فترة ألمح أحد النجارين من المدينة المنورة و هو «باقوم الرومى» من عبيد سعيد بن العاص، لتميم الدارى من الصحابة و الذى كان من معارفه و قال: «إذا أمكن الحصول على إذن من الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) لصنعت له منبرا» و هكذا أومأ بأنه مستعد لصنع منبر لمسجد السعادة و عرض تميم الدارى الأمر على الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) و استحصل منه الإذن على أن يكون المنبر المصنوع ذا ثلاثة أرجل أو أربع و بعد صنعه عرضه على النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فأعجب به و أصبح منبره و صعد عليه لإلقاء خطبه.
و إذ ابتدر الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) فى إلقاء الخطبة صاعدا على المنبر، فالنخلة التى استند عليها من سنين أخذت تنتحب و تصيح كالناقة التى فقدت وليدها و بعد فترة ما سقطت على الأرض و كادت أن تكون ألف قطعة.
و حينما رأى شفيق الكائنات- عليه أفضل التحيات- حالة النخلة هذه نزل من المنبر الجديد و دعا تلك النخلة و استجابت النخلة سالفة الذكر للدعوة النبوية شاقة الأرض فمسها بيده الشريفة المعجزة و أمرها أن تعود إلى حالتها الأولى فاستجابت لأمره- (عليه السلام)- و رجعت إلى مكانها الأول و وقفت معظمة الرسول فخاطبها الرسول قائلا: «أيها النخلة! أين تريدين أن ترجعى إلى الحديقة التى قطعت
[1] انظر فتح البارى الحديث 3583- 3585 و شرحه من كتاب المناقب.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 212