نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 174
الجنوبى من الميدان محراب و كانت ساحة هذا المحراب مستناخا للناقة النبوية و أن الحجاج الرائحين و الآتين كانوا يزورون ذلك المحراب. و أدخل المحراب الشريف فيما بعد داخل كوخ للمحافظة عليه، إلا أن المدرسة الشهابية قد حولت من صفة المدرسة و وضعت لهيئة زاوية، كما أن تلك الزاوية خربت و من هنا اقتنع المخلصون الذين حرموا من زيارة مستناخ الناقة النبوية أن هذا الموقع سيخرب بعد مرور فترة من الزمن. و فى سنة 1259 ه وجه الأمر السلطانى الصادر من أمانة البناء إلى عهدة شخص يسمى «خضير أفندى» هدمت تلك الزاوية وجددت فى صورة كاملة و تم التجديد فى أواخر ربيع الأول من سنة 1261 ه.
و فتح فى وسط الأبنية الجديدة منفذا للريح كما فتحت فى ناحية الشارع نافذة كبيرة و بهذا دخلت زاوية الشهابية إلى هيئة تكية و كان أصحاب الاشتياق يزورونها، و هذه المدرسة تعرف فى أيامنا ب الزاوية الجنيدية.
إن التوفيق فى إحياء هذا الأثر اللطيف الذى ظل معطلا عن الزيارة منذ سنين و فيرة ستكون خدمة فريدة لصاحب الرسالة. إلا أن اتصاف خضير أفندى بضعف إخلاصه و اعتقاده أضاع ذلك الأثر النبوى السعيد لأنه وسع محيط كوخ مستناخ ناقة الرسول عشرة أذرع و ثلاثة أرباع ذراع طولا و خمسة أذرع و ربع عرضا و لم يضع علامة يستدل بها على نقطة مستناخ الناقة و بهذا ضاع الموقع اللطيف لذلك الأثر الشريف.
و كان غرض السلطان عبد المجيد من إحياء المدرسة الشهابية المحافظة على مستناخ الناقة النبوية الشريفة إلا أن الحقير خضير أفندى لاحظ عند تجديد المدرسة نظام و انتظام الأبنية وسعتها و بهذا ارتكب دناوة الإساءة- تجاوز الله من سيئته.
إخطار
و لم يمح أصحاب الخيرات المآثر الجليلة، مثل خضير أفندى، و لكنهم بنوا أبنية فى الأماكن التى ثبت و لو بقول ضعيف كونها من الآثار و اتخذوها زوايا بنية خالصة و فكر صحيح، حتى يعبد فيها اللّه سبحانه و تعالى إلى يوم القيامة.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 174