responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 134

و كانت العادة المرعية فى تلك الأوقات عند العرب أن يعطى لمقتول الحليف نصف دية المقتول النسيب لذلك قال رجال القبائل الأوسية التى ينتسب إليها سمير أن إعطاء دية النسيب‌ [1] لقتيل الحليف‌ [2] مخالف لقانون العرب، و إنها ليست شيئا نعجز عن دفعه إلا أننا نخاف أن يظل كالعادة بين العرب و بناء على هذا نعطى دية الحليف حتى نقف دون احتمال وقوع هذه العادة، و لكن مالك بن عجلان أصر فى ادعائه و طلبه، و حاول رئيس قبائل الأوس أحيحة بن الجلاح أن يقنع مالكا حتى يحافظ على عادات العرب القديمة.

وطال الإصرار و المدافعة و نتج عن الحوار الجدال و المشاجرة، و تسلح الطرفان و شرع كل طرف فى شتم الآخر و ضربه و تضاربا ثمانى ساعات أو عشر، و فى النهاية تغلب الأوس على الخزرج و عينوا منذر بن حرام النجارى الخزرجى جد حسان بن ثابت- رضى اللّه عنه- حكما للفصل بين المتخاصمين.

و أخبر مالك بن عجلان بأنه سيقبل الرأى الذى يقضى به ابن حرام و بحكمه، و بعد أن أخذ منذر بن حرام تأكيدات قوية من أفراد طرفى المحاربين بأنهم سيوافقون على الحكم الذى سيصدره، ثم خاطب الأوس و قال: «يلزم أن تدفع دية النسيب لكعب المقتول على أن يكون لهذه المرة فقط» و إن كان أفراد قبيلة الأوس وافقوا على هذا الحكم و قاموا بتنفيذه و فصلوا هذه الحرب بحكم المنذر إلا أن الطرفين قد غضب بعضهم من بعض و فى النهاية أحدثوا فيما بينهما ملحمة يوم الرحابة.

يوم الرحابة- حدثت هذه الواقعة بين بنى حجبا من قبيلة الأوس و جماعات بنى مازن من أقوام الخزرج و قد أدى إلى حدوث هذه الملحمة المؤلمة قتل كعب بن عمرو المازنى من عشيرة مازن بن النجار من قبل بنى حجبا، لأن كعب بن عمرو المازنى كان يتلاقى من حين لآخر بباغية من نساء بنى حجبا، و عندما اطلع بنو حجبا لوقاحة كعب و مجونه حاصروه يوما فى منزل تلك الفاجرة و قتلوه. و أسرع‌


[1] النسيب: يقال لمن هو من أصل القبيلة و ذريتها.

[2] الحليف: يقال للذين تعاهدوا و تحالفوا على أن يساعد بعضهم بعضا.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست