نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 109
هذا مكان الدين و الإيمان و الحياة
المدينة هى ناشرة الرحمة للعالم* * * و خيرها دائم خاصة لأهلها
فالذى يراها مرة يتحسر قائلا* * * ليتنى أراها مرة أخرى فلقاؤها محبوب
هكذا انظر كم من مشكلات يحلها ذلك السلطان فمن الصعب أن يحلها العالم فى الحقيقة و إن كان لا ينكر ما خص به أهل مكة من مزايا مثل تضاعف الأجر و الثواب فيها و مجاورة بيت اللّه الوهاب إلا أن أهل المدينة يرجحون و يفضلون على أهل مكة بسبب مجاورتهم و قربهم من حبيب رب العزة و الطبيب المداوى قلوب أمته، و تؤيد الحكم السابقة ما قاله أحمد بن حنبل لما سأل أبو بكر بن حماد «يا أبا عبد اللّه! ما هو أولى و الأحب بالنسبة لك المجاورة فى مكة المكرمة أم السكنى فى المدينة المنورة؟» قال له «المجاورة أولى و أحب بالنسبة للذين يختارون السكنى بالمدينة صابرين على مصائبها و بلاياها».
و القول المختار فى هذا الموضوع أن اختيار المجاورة فى أى من البلدين مستحب لحبه ذلك البلد و لما يوجبه من مزية زيادة الأجر و الثواب، إلا أن الذين ذهبوا إلى أولوية المجاورة فى المدينة على مكة المكرمة كرهوا مجاورة مكة المعظمة [1] رغبو فى الإقامة فى المدينة الأمينة و أحبوها.
[1] إنما كرهها من كرهها لأمور، منها: خوف الملل، و قلة الحرمة للانس و خوف ملابسة الذنوب، فإن الذنب فيها اقبح منه فى غيرها.
انظر: شرح النووى على مسلم باب الترغيب فى سكنى المدينة كتاب الحج 4/ 920 ط. دار الغد العربى.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 109