نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 293
يبزغان بعد الجوزاء و يبعد أحدهما عن الآخر طول رمحين. و إذا نظرنا إلى صورتهما، نجد أحدهما كبيرا جدا لامعا و مائلا إلى الجنوب و الآخر صغير و مائل نحو الشمال و يسمى المائل نحو الجنوب الشّعرى اليمانى و المائل إلى الشمال الشّعرى الشامى و حسب اعتقاد العرب القدامى فإن الشّعرى اليمانى عبر ذات ليلة خفية مع سهيل المجرة و اغترب و إن الشّعرى الشامى بكى لفراقهما إلى أن أصيب بغمض العين لذا أطلقوا على هذا النجم اسم الشّعرى الغميض [1].
و أول من عبد الشّعرى من طائفة خزاعة أحمق يدعى أبو كبش و كان من أشراف بنى خزاعة. و قد وقف ذات يوم على رأس قومه و قال: إن كل النجوم التى فى السماء تتحرك بشكل عرضى، ما عدا كوكب الشّعرى فإنه يتحرك بشكل طولى، يعنى أنه يشير إلى أن الشّعرى ليس كبقية النجوم. و إننى الآن سأترك عبادة الأوثان و أعبد الشّعرى و أصبح كل من يتبعونه يعبدون الشّعرى و خالفوا فى هذا آل قريش.
و قد أطلق مشركو قريش لقب أبو كبش على نبينا (صلى اللّه عليه و سلم) إيماء إلى هذا السر و يريدون بهذا أن يشبهوه بأبى كبش لأنه أتى بدين جديد يخالف قريش.
و الواقع أن نبينا (صلى اللّه عليه و سلم) بهجة العالم، قد خالف قريش فى أمر عدم عبادة الأصنام و أبو كبش خالفها فى أمر عدم عبادة الأوثان انتهى.
تأسيس مدينة مكة المعظمة المشهورة
كان بنو خزاعة الذين استولوا على مكة المعظمة يتحاشون و يتجنبون الإقامة داخل حدود الحرم تعظيما للبيت الحرام، فكانوا يقيمون نهارهم حول الكعبة و يخرجون فى ليلهم خارج حدودها حيث يبيتون.
و كانوا يقولون إنه من الحرام المطلق اقتراف ما نهى عنه داخل حدود الحرم المحترم بناء عليه كانوا يبنون المنازل حول بيت اللّه.