نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 230
الشكل الخامس
هجرة قبائل الجراهمة و قطورا إلى مكة المكرمة
بعد مدة من ظهور زمزم الشريف لسقى هاجر- رضى اللّه عنها- كما سبق توضيحه، حدث أن مرت قبائل جرهم و هى من الأقوام اليمنية المرتحلين إلى الشام بالقرب من مكة المكرمة، و باتوا هناك حتى إن بعضهم صعدوا فوق جبل أبى قبيس و رأوا بعض الطيور.
و فى قول: إن شابين من طائفة العمالقة التى كانت تسكن فى وادى عرفات آنذاك فى خيمها، صعدا فوق الجبل المذكور للبحث عن إبلهم الضائعة، و بينما كانا يجولان رأيا بضعة طيور [1] بالوادى فتساءلا قائلين: «وجود الطيور تنبئ عن وجود ماء، يا ترى أين ذلك الماء؟ و تنقلا من جبل إلى جبل بحثا عن الماء، و إذا بهما يريان فى وسط الوادى تماما امرأة تحتضن طفلا، فاقتربا منها و أخذا يسألانها عن وقت ظهور ماء زمزم و كيف كان ظهوره بقولهما «يا أنت هل أنت من طائفة الجن»؟ أم من جميلات الجن التى تسكن هذا المكان الخالى؟ و متى و كيف ظهر هذا الماء الجارى الذى أنت بجواره؟!.
فلما أجابت السيدة هاجر قائلة: هذا الطفل قرة عين إبراهيم خليل اللّه، قد أنعم الحق- سبحانه و تعالى- فأجرى هذا الماء الذى يمنح الحياة إكراما لماء وجهه.
و قد أنبأنى بواسطة جبريل الأمين أن هذا الوادى سيصبح بعد فترة عامرا و مأهولا.
لما عرفا القصة رجواها أن تسمح لقبيلتهما بالإقامة فى هذا المكان، قالوا لها إذا أذنت لنا أن نحضر أهل قبيلتنا ليعيشوا بجوارك بعد أن يقيموا خيامهم فى هذا المكان الموحش و يشربوا من ماء الحياة هذا، و يزيلوا آلام هذا المكان و أكداره، لأن
[1] هذا الوادى هو المكان الذى أسست فيه كعبة اللّه.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 230