نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 125
للحرمين الشريفين إلى سلاطين آل عثمان، بدأ الأهالى المجاورون فى التقاطر عليها يوما بعد يوم فتوفرت الأطعمة و البضائع بالتدبير و أصبحت هذه البلدة المشرفة فى موسم الحج تستوعب كل قوافل الحجاج التى ترد إليها و اتسعت أرجاؤها و أصبحت قادرة على إيواء و إسكان كل الحجاج الذين يفدون إليها.
الشكل الثانى: ما يقصده القطب المكى من قوله «إننى كنت أطوف بمفردى» هو إيضاح أن أجره و ثوابه يكون أكبر لكونه يطوف منفردا، و الواقع أن الطواف عبادة خاصة فإذا استطاع إنسان أن يوفق فى طواف البيت الأكرم منفردا فلا شك أنه لن يحرم من ثواب كبير يكفى لطواف كل المؤمنين، و خلو الحرم الشريف يكون قاصرا على بنى البشر فقط إنما لا يمكن أن تمر دقيقة واحدة عليه يكون خاليا من تدفق الملائكة الكرام و أصحاب الأجسام الشفافة اللطيفة، و من الأولياء ذوى الاحترام الذين تخطوا مراتب الزمان و المكان العالية.
و لأن هذه الحال فى الظاهر مخالفة لعادات و اعتقاد أهل الاستدلال، فإن كثيرا من الأشخاص قضوا أعمارهم كلها للحصول على لحظة واحدة للطواف بمفردهم حول الكعبة الشريفة.
لما كانت جميع العبادات و أقسام الطاعة الإلهية يشترك فيها الناس، فطواف الكعبة منفردا يعتبر عبادة للّه بدون شريك و إذا استطاع إنسان ما أن يطوف الكعبة بمفرده يكون قد عبد اللّه تعالى بدون أن يشاركه فيها أحد حسب ظاهر الأمر.
حكاية:
يروى أن واحدا من الأولياء كانت لديه رغبة حقيقية فى أن يطوف بالكعبة المعظمة بمفرده، و ظل يتحين الفرصة لمدة أربعين سنة و فى النهاية وجد المطاف خاليا ذات ليلة فأخذ يطوف بمفرده. و فجأة رأى حية ضخمة تطوف معه فسألها قائلا «من أنت»؟ فأجابته الحية «إننى أتحين الفرصة التى تنتظرها من أربعين عاما بمائة عام من قبلك.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 125