responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 1  صفحه : 117

يقضى عليها لأن المطر عند ما ينزل كالرذاذ يبلل القمامات و المخلفات المتراكمة حول الأحياء السكنية، فتتخمر بتأثير الحرارة و تتصاعد منها أبخرة ضارة و عند ما تغيب الشمس فإن المواد الضارة المذكورة تهبط فى الليل على هيئة الندى فتصيب الذين يتعرضون لها بالعلل و الأمراض.

و لكن إذا ما انهمر المطر بغزارة فإن السيل الناجم عنه يدفع القمامات و المخلفات المتراكمة من الطرقات إلى أماكن بعيدة و لا يبقى أثر للعفونة. كان فيما مضى ناحية «المعلى» حوض كبير قديم خرب يسمى «بركة مصر» و كان هذا الحوض الواسع جديرا بأن يسمى منبع مرض الحمى، فقد كانت قمامة البيوت و الحوانيت الموجودة بجواره و جثث الحيوانات النافقة مثل الإبل و الخيل و القطط و الكلاب التى تهلك فى المناطق القريبة منه تلقى فى هذا الحوض، و أصبح هذا الأمر بمثابة العادة المرعية لدى الناس؛ لذا كلما هطلت الأمطار تتراكم المياه فى الحوض و تؤدى بتأثير حرارة الشمس إلى تحلل الجيف و تتصاعد منها رائحة العفن، و تنتشر الأبخرة فى كل الأماكن مما يفسد نقاء الهواء و صفاء الجو فى تلك المنطقة و يكون سببا في ظهور الأمراض القاتلة.

و لما كان مصطفى جامى باشا- المغفور له صاحب التصانيف التى لا حصر لها- ياورا فى إمارة الحجاز، قام بسد الحوض المذكور و مقالب القمامة القريبة منه و ملأها بالحجارة و التراب، و اقتلع تماما الأسباب التى تؤدى إلى ظهور كل أنواع الأمراض، التى يروى أنها تظهر فى مكة المكرمة متبعا القواعد الصحية فى هذا و لهذا لم يبق في الأرض العطرة لكعبة اللّه أى من الأسباب الظاهرة التى تؤدى إلى انتشار الحمى و كل أنواع الأمراض.

نصائح لمن يذهبون إلى الحجاز:

أن يكون طعام الإنسان و شرابه و لبسه و تنزهه و نومه و قيامه يوافق عادات موطنه الذى تربى فيه، بل إن مزاجه و ميوله و طباعه تكون متوافقة لهواء هذا الموطن. و بناء على هذا عند ما يغادر الإنسان المكان الذى ولد فيه و عاش و تربى‌

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست