نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 2 صفحه : 249
زينب (عليه السلام). فأمر عمر بن سعد أصحابه، فضربوا خيمة. فجمعت زينب (عليها السلام) الأطفال و العيال في تلك الخيمة، و وقفت هي على يمينها، و أم كلثوم على شمالها، و جعلت تتفقّد النسوة و الأطفال، إذ افتقدت الرباب زوجة الحسين (عليه السلام). فخرجت في طلبها تنادي: رباب كلّميني، في أي واد أنت؟
262- الرباب تبحث عن طفلها الرضيع:
إلى أن وصلت إلى مصرع الحسين (عليه السلام) فرأتها جالسة هناك. قالت لها: ما الذي أخرجك في هذا الليل؟. قالت: سيدتي لا تلوميني. لما جنّ عليّ الليل درّت عليّ محالبي، و أوجعني صدري، فجئت إلى رضيعي لعلي أجد فيه رمق الحياة، فوجدته مذبوحا من الوريد إلى الوريد. يقول الشيخ محمّد تقي الجواهري مصوّرا مناجاة الرباب لابنها الذبيح عبد الله:
بنيّ أفق من سكرة الموت و ارتضع * * * بثدييك علّ القلب يهدأ هائمه
بنيّ لقد درّا و قد كظّك الظما * * * لعلك يطفى من غليلك ضارمه
بنيّ لقد كنت الأنيس لوحدتي * * * و سلواي إذ يسطو من الهم غاشمه
263- منظر يفطّر الفؤاد و يفتّ في الأكباد:
(بطلة كربلاء زينب بنت الزهراء لبنت الشاطئ، ص 127)
مع غروب شمس العاشر من المحرم، كانت الدماء تلطخ ثرى كربلاء، و تنعكس الأنوار المنبلجة منها على الأفق، فتكسبه حمرة وردية لم تر فيه من قبل. تلك الدماء الزكية التي تجري من الأشلاء المتناثرة على الربى و السهوب، و قد جرّدت منها الرؤوس، تسطع منها أنوار العزة و الشهادة، و تفوح منها رائحة الجنة و الخلود.
قالت بنت الشاطئ: و لاح القمر من وراء الغيوم خابي الضوء شاحبه، و على ذلك الضوء الشاحب بدت (زينب) في نفر من الصبية، و جمع من الأرامل و الثواكل، عاكفات على تلك الأشلاء، يلتمسن فيها ذراع ولد حبيب، أو كتف زوج عزيز، أو قدم أخ غال. و غير بعيد منهن كان عسكر (ابن زياد) يسمرون و يشربون، و يحصون على ضوء المشاعل ما قطعوا من رؤوس، و ما انتهبوا من أسلاب. و ما أن خيّم الظلام حتى كانت رؤوس الشهداء الأبرار و المؤمنين الأحرار تحمل على رؤوس الرماح، إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 2 صفحه : 249